الجمعة، 19 فبراير 2010

البحرين في كتابات الرحالة الاوروبيون 1507- 1914، أ. د. طارق نافع الحمداني، عرض كتاب


 
 
  المقدمة
الرحلات الأوربية كمادة لكتابة تاريخ البحرين
تشكّل روايات الرحالة الأوربيون المادة التي اعتمدنا عليها في كتابة هذا المؤلف، لأن معلوماتها في مجالات الحياة المختلفة تشهد عراقة البحرين وازدهارها، رغم الظروف الصعبة التي مرّت بها خلال الفترة التي تناولتها الدراسة ما بين 1507-1914م.
وعلى ذلك، فإن الدراسة ليست إلاّ نوعاً من السيرة الذاتية لتاريخ قطر عربي من خلال ما سجّله عنه الرحالة الأوربيون، الذين تركوا روايات مختلفة في قيمتها التاريخية والعلمية. وهنا حاولت أن أقرّب الأحداث للقارئ، وذلك بمقارنة الروايات بعضها بالبعض الآخر، زمنياً وعلمياً، لمعرفة مدى التطوّر أو المحافظة الذي أصاب هذا الجانب أو ذلك، وقد تركت الأصول في كثير من الأحيان كي نتحدّث عن نفسها، وتكشف عن تاريخ هذا البلد وملامحه العامة.
وعلى كل حال، فإني لست ميالاً إلى القول بأن كل ما كتبه الرحالة الأوربيون، يمثّل بالأصل مادة دقيقة لتاريخ هذا البلد أو ذاك، لعلمي بأن كثيراً من رواياتهم إنما جاءت خدمة لأهداف البلاد التي يمثّلونها، ولكني في الوقت نفسه أرى أن بالإمكان إضافة معلومات جديدة لتاريخ البحرين، من خلال تقصّي كتب الرحلات الأوربية، والتعامل معها بالتحليل والنقد مثل أيّة مادة تاريخية أخرى.
ولعلّ ما يزيد في قيمة الرحلات الأوربية، أن معظم الوثائق الأوربية، بخاصة الإنكليزية، لك يكشف عنها إلاّ بعد الحرب العالمية الأولى، وعندئذٍ كانت مادة الرحلات التي بين أيدينا، بديلاً لكثير من المعلومات التي ضمّتها الوثائق الأوربية، فالرحلات البرتغالية، على سبيل المثال، إلى جانب الوثائق والمذكرات البرتغالية، حفلت بمادة تاريخية هامة عن الخليج العربي عامة والأوربية خاصة، طوال القرنين السادس والسابع عشر، وهذا ما نجده في رحلة البرتغالي ديورات باربوسا(1518)، وبيدرو تكسيرا عام(1604)، بحيث إن هاتين الرحلتين وغيرهما قد تُرجمت إلى عدد من اللغات الأوربية ومن بينها الإنكليزية، إذ حاول الإنكليز الاستفادة من مادتها القيّمة من جهة، والتعرّف على وسائل وأساليب البرتغاليين الاستعمارية من جهة أخرى.
ويمكن أن يُقال الأمر ذاته بالنسبة للرحلات الفرنسية والهولندية والإنكليزية والألمانية والأمريكية، التي غطّت القرون التالية حتى الحرب العالمية الأولى، فهي وإن اختلفت من حيث أهدافها والفترات التي دوّنت فيها، إلا أنها احتوت بشكل أو بآخر على مادة لا غنى للباحث التاريخي عنها. فرحلات نيبور عام 1764-1765، وولستبد عام 1830، وبلكريف عام 1862-1863، وزويمر 1895 وغيرها كثير، أعطت تفصيلات مهمة عن تاريخ البحرين، لن تضمنها أيّة وثيقة تاريخية، اللّهم إلّ ما كتبه سلدانا ولوريمر وممثلوا حكومة الهند البريطانية في منطقة الخليج العربي، علماً بأن مؤلفات الأخيرين طلّت في عداد الوثائق التاريخية، وبعيدة عن متناول الباحثين، حتى مطلع القرن العشرين.
وفي تتبّعنا لمادة الرحلات الأوربية المتعلقة بالبحرين، نجد أنها تدور بالدرجة الأولى حول ناحيتين أساسيتين هما: صيد اللؤلؤ وموارده، وأهمية المنطقة الإستراتيجية والاقتصادية، فقد شغلت الناحية الأولى الأوربيين منذ القرن السادس عشر، حتى أن الرحالة البرتغالي ديورات باربوسا، وقد لمّح عام 1518 إلى أن الاحتلال البرتغالي للبحرين في القرن السادس عشر إنما كان نتيجة طبيعية لثروة اللؤلؤ الضخمة التي تنتج فيها. وانعكست هذه الناحية في كتابات الرحالة الآخرين- الذين كانوا في الكثير من الأحيان ممثلين لبلادهم- في معرفة الجوانب الاقتصادية في البلاد التي زاروها وإمكانية الاستفادة منها أو الاستحواذ عليها، وظلّت هذه الناحية قائمة في معظم كتب الرحلات الأوربية منذ القرن السادس عشر ولغاية القرن العشرين، بحيث يندر أن نجد رحالة أوربياً مرّ بمنطقة الخليج العربي، إلّ وذكر لؤلؤ البحرين، وأشار على أهميته. أما الناحية الثانية، والتي تجلّت بوضوح في القرن التاسع عشر، فكانت موقع البحرين الاستراتيجي، وما دار حولها من صراعات بين كثير من الدول مثل بريطانيا وروسيا وألمانيا. وقد دفع هذا الأمر بعض الرحالة كما سنرى فيما وضع المميزات الإستراتيجية الكبيرة التي تتمتّع بها جزر البحرين، وهي مميزات أريد بها دفع بعض الإطراف كبريطانيا مثلاً إلى وضع يدها على المنطقة لأهميتها الإستراتيجية من جهة، ولموارد اللؤلؤ الضخمة الموجودة فيها من جهة أخرى.
وحري بالقول، بأن الدراسة قد توقّفت عند هذه الجوانب المهمة حيثما توقفت الرحلات الأوربية، من أجل عرضها، وتحليلها، وتبيان مواطن ضعفها وقوّتها خدمة للحقيقة التاريخية المجرّدة.
تفصيل محتويات الكتاب
الفصل الأول: البحرين.. أرضها وسكّانها، مقدمة: الرحلات الأوربية كمادة لكتابة تاريخ البحرين، تسمية البحرين ودلالاتها، موقع البحرين وجغرافيتها، مدن البحرين وسكّانها.
الفصل الثاني: نشأة إمارة البحرين والتنافس الأجنبي حولها، البحرين قبل وصول آل خليفة وبعد، البحرين 1521-1783، البحرين في ظل آل خليفة، الصراع الدولي حول البحرين، البحرين والقوى العربية، البحرين وعمان، البحرين والنفوذ السعودي، البحرين والقوى الأجنبية، البحرين وفارس، البحرين والنفوذ البريطاني.
الفصل الثالث: الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البحرين، الحياة الاقتصادية، تطور صناعة اللؤلؤ وتقاليدها، أماكن وجود اللؤلؤ وحقوق اصطياده، عمليات صيد اللؤلؤ واستخراجه، مواسم صيد اللؤلؤ، طرق الغوص وتقاليدها، عملية استخراج اللؤلؤ ومخاطرها، مياه البحرين العذبة وزراعتها، الزراعة الثروة الحيوانية، تجارة البحرين وتطورها، الملاحة البحرين في البحرين ومخاطرها، صادرات البحرين وواردتها، الصادرات، اللؤلؤ تجارته وموارده، الصادرات الأخرى، الورادات، الحياة الاجتماعية.
تفصيل تخريج وتوثيق الكتاب
أ. د. طارق نافع الحمداني، البحرين في كتابات الرحالة الأوربيين 1507-1914، طباعة ونشر شركة بيت الورّاق للنشر المحدودة(لندن- بغداد)، 2010م، تصميم الغلاف: جبران مصطفى.
العرض الالكتروني والإعلام والتبادل العلمي: ببليوغرافيا إراكي
7813713484- 00964 (دولي)
07901780841 (محلي)
العنوان البريدي
BAGHDAD IRAQ P.O BOX 195

ليست هناك تعليقات: