الخميس، 15 أكتوبر 2009

سوسيولوجيا الأزمة المجتمع العراقي نموذجاً

توطئة:
لعل النظر إلى مجتمع كالمجتمع العراق قد يثير الشكوك حول تعرضه لازمات وكوارث ربما تكون قد نسفت الكثير من أساساته، لان هذا المجتمع لهٌ أرثهٌ وتأريخهُ ورجالاتهٌ وخيراتهٌ، التي وفرت له مخزونا قيمياً هائلاً، ليس من اليسير أن تعصف به عاصفة أو تنال منه أزمة. ولكن ما يلفت النظر توالي العواصف والأزمات على هذا المجتمع، فلم تمر مدة إلا ونالت منه أزمات تلو الأخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، جعلت من إنسان العراق مغترباً ومفككاً في بعض حالاتهِ، يعيش دوراناً مفرغاً، غير قادر على المطاولة والوثوب من جديد.
إن العراق ليس بلداً فقيراً في إمكانياته وخيراتهِ وفكرهِ حتى يمكن أن نستوعب إصابتهِ بأزماتٍ حادة، فربما الكثير من البلدان يولّد لها فقرها أزمات تعصف بما تبقى من بنائها المؤسسي. لكن التناقض في ذلك يكمن في أنه ربما خيرات المجتمع العراقي التي كانت بوابة لتكالب الاستعمار عليه، هو ما جعلهٌ مأزوماً، فضلاً عن سجايا الفرد العراقي التي ربما ساعدت على تأزمهِ بحالةٍ أو بأخرى.
أن تحديد مدة زمنية معينة لبدء بطرح الأزمات التي يمر بها المجتمع العراقيـ قد ينفعنا، وله ترابط كبير مع الفترات التي سبقتها، لذا لم يتم تحديد مدة زمنية واضحة للدراسة، أي من أين بدأت أزمات المجتمع العراقي، وإنما سلطنا الضوء على الفترة العثمانية وحتى الفترة الحالية، مروراً بما بينهما.

" توطئة الموضوع هي عبارة عن اقتباسات عن مقدمة الكتاب الذي نروم عرضه وتحليله، لما فيه من فائدة مرجوة وأهمية كبيرة، بالأخص ان الكتاب في الأصل هو أطروحة دكتوراه فلسفة - جامعة بغداد - كلية الآداب، عالجت الأطروحة على نحو أكاديمي موضوعاً تتجدد سجالياته في العراق منذ تحليلات الدكتور علي الوردي (رحمه الله) حول ما اذا كانت الشخصية العراقية تنطوي بالفعل على مكونات خاصة تترشح عنها أزمات متجددة، ثم ماهي جذور تلك المكونات؟، وماهي سبل البحث في معالجتها؟ "

تخريج الكتاب:
- سوسيولوجيا الأزمة المجتمع العراقي نموذجاً دراسة نظرية.
- تأليف: د. مازن مرسول محمد.
- الناشر: معهد الأبحاث والتنمية الحضارية – بغداد،
abhath_dv@yahoo.com
- مؤسسة العارف للمطبوعات، بيروت، arefli@hotmail.com.
- الطبعة الأولى، 1429هـ - 2008م.
- نشر على شبكة الانترنت: السفير انترناشونال
alsafeerint@yahoo.com،
TEL: 964 7901780841

محتويات الكتاب:
المقدمة:
- الفصل الأول: الإطار العام للدراسة..
التمهيد
المبحث الأول: عناصر الدراسة، المشكلة.. الأهمية.. الأهداف.. المناهج.
المبحث الثاني: تحديد المفاهيم الأساسية للدراسة
تمهيد:
أولاً: سوسيولوجيا - SOCIOLGY.
ثانياً: الأزمة - CRISIS.
ثالثاً: المجتمع - SOCIETY.
رابعاً: الهوية - IDENTITY.
خلاصة الفصل الأول.
- الفصل الثاني: الإطار النظري والدراسات السابقة.
- الفصل الثالث: ملامح أزمة المجتمع العربي.
:- لماذا التأزم في المجتمع العربي.
:- نتائج أزمة المجتمع العربي.
- الفصل الرابع: مكامن الضعف ( لماذا الأزمات في المجتمع العراقي).
:- أسباب الأزمات في المجتمع العراقي.
:- الانعكاسات الناجمة عن الأزمات في المجتمع العراقي.
- الفصل الخامس: ما العمل
:- إمكانية الكلام عن مواجهة ناجعة للازمة في المجتمع العربي.
:- سٌبل المعالجة لازمة المجتمع العراقي.
- الفصل السادس: مناقشة تساؤلات الدراسة وعرض لأهم نتائجها.

- مرفق مع الدراسة فهرس أشكال الدراسة.
- يقع الكتاب في 296 صفحة، القطع 17×24.
- المصادر:
المصادر العربية الكتب: 67، المجلات والدوريات:28، الندوات: 3، الاطاريح: 2، الموسوعات والمعاجم: 3، مصادر الانترنت: 46، المصادر الأجنبية: 18، المصادر الأجنبية من الانترنت: 6.

نتائج الدراسة

أهم النتائج التي خرجت بها الدراسة، والتي تتضمن النقاط الآتية:
1- أن صورة المجتمع العراقي الحالية تشير إلى مجتمع مريض إحالته الأزمات إلى بقايا مجتمع يحاول النهوض (ان لم نكن مبالغين) بصورة تحتاج إلى جهود كبيرة لذلك.
2- لقد ارتبط تأزم المجتمع العراقي بتأزم المجتمع العربي (جزء من كل)، من خلال تداخل القيم والظروف والمواقع، مما حفز ذلك على انهيار الوضع وتكالب الانتكاسات في المجتمع العراقي.
3- وفقاً وارتباطاً بالنتيجة السابقة فقد أظهرت الدراسة أن هناك نقاط التقاء وتقاطع بين المجتمعين العربي والعراقي من ناحية الإصابة بالأزمة، فنقاط الالتقاء تمثلت بتهشم وتمزق الهوية في المجتمعين العربي والعراقي وقلة الولاء والمواطنة وتعثر الشخصيتين العربية والعراقية، فضلاً عن ضعف السياسيات الحاكمة وتسلطها وتخبطها ونقاطٍ أخرى، أما نقاط التقاطع فاختلفت من مجتمع لآخر، كاختلاف في نسبة أو قوة وشدة الشيء الذي تم الالتقاء بهِ، مثلاً طبيعة سياسة المجتمعين، وشخصيات الأفراد في كليهما واختلاف الظروف الأخرى.
4- توصلت الدراسة وبشيءٍ من الوضوح إلى إن تكاتف هذهِ الأزمات قد خلق حياة غير مستقرة آنياً تشهد نوعاً من عدم الولاء للوطن وتناحرات كثيرة ودخول الشخصية العراقية في دوامة التأزمات وعدم ثبوت المواقف وتغير كبير في نمط حياتها، الأمر الذي أنتج وولّد ما يسمى بعقدة الصمت وأنشأ ثقافة الخوف عند المجتمع العراقي، وكل ذلك بطبيعتهِ ولّد انغلاقاً وجموداً كان نتيجةٌ للترسبات السابقة.
5- إن ما يبتغي الوقوف عليه وكنتيجة أظهرتها هذهِ الدراسة، هي ضرورة وضع أزمة المجتمع العراقي على طاولة النقاش، لتحديد الإستراتيجية المناسبة لمواجهتها.
6- توصلت الدراسة إلى ضرورة تطبيق عدة منطلقات للخروج على الأقل من أزمة المجتمع العراقي، كتفعيل التراث ونقد الذات لا جلدها وممارسة التعددية الفكرية والسياسية والحوار وتقبل الآخر.
7- ولعل ما أظهرتهٌ الدراسة وبشيءٍ استقرائي هو أن محنة المجتمع العراقي فضلاً عن الظروف الدافعة لها قد ساهمت بنيتهٌ بافرادهِ وقيمهِ وأرضهِ في رسم الصورة المتأزمة لهٌ، لذا فالأمر رهن بهؤلاء الأفراد أنفسهم فضلاً ضرورة تحسين ظروف هذا المجتمع، لغرض نهضتهِ وانطلاقتهِ نحو التطور واجترار عهود الازدهار والتقدم من جديد.

مسك الختام..

بكل جدارة ستحتل دراسة الدكتور مازن مرسول محمد، مكانتها الرفيعة بين نظيراتها من الدراسات والابحاث العراقية المتعلقة بالهوية الوطنية وارهاصات مجتمعها، وهي من الاهمية بمكان.. ان تلتف اليها عناية مختلف المرجعيات في العراق وعلى شتى الصعد، واعتمادها كاحدى لبنات المجتمع العراقي.
سوسيولوجيا الأزمة.. المجتمع العراقي نموذجاً، كتاب مهم لكل عائلة عراقية، ولكل مهتم بالمجتمع العراقي.. من المرجعيات الدينية والعشائرية والفكرية على اختلاف مشاربها.
والى دراسة جديدة، من بساتين العقل والفكر العراقي الخلاق، استودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك تعليق واحد:

بنجامين گير يقول...

أدعوكم إلى قراءة ملخص باللغة العربية لمجموعة من الدراسات العلمية عن المواطنة والدين والدولة القومية في عدة بلدان بما فيها العراق.