توطئة
يتبيّن من تأريخ فلسطين وأحداثها وتطوراتها خلال القرن الأخير كيف أنّ التعاطي الانفعالي والساذج للباحثين والمفكرين المسلمين مع هذا الموضوع الحيوي جلب أضراراً كثيرة للجسد السياسي للعالم الإسلامي، ورغم أنّ السنوات الأخيرة شهدت صدور دراسات عديدة من قبل الباحثين في الموضوع إلا أنّها كانت أقلّ بكثير من الحجم المطلوب، ولو قارنّاها بما صدر عن الصهاينة لاتّضحَ أنّها قليلة جداً. وللمثال، فإنّ إيران كبلد له أهميّة كبيرة في العالم الإسلامي لم تشهد خلال القرن الأخير سوى عدّة دراسات بحثيّة في موضوع فلسطين، ويمكن القول إنّ الباحثين الإيرانيين لم يُصدروا حتى الآن أي نتاج علميّ مستقلّ في موضوع فلسطين يعتمد على المصادر والوثائق الداخليّة.
ولعلّ أوّل تبرير يقدّمه الباحثون هو عدم توفر الوثائق والمستندات الخاصّة بهذا الموضوع، ولدينا الآن مصدر هو بمثابة فهرست للدراسات والمقالات التي وُضعت باللّغة الفارسيّة حول موضوع فلسطين، إلا أنّ التعمّق فيه يكشف كم أنّها مجرد كتابات سطحيّة وصحفيّة ليس أكثر.
خلال الأعوام السالفة أصبحت قضيّة فلسطين إحدى أوّليات السياسة الخارجيّة الإيرانية، فيما اتّجه الرأي العام الداخلي إلى متابعة تطورات هذه المنطقة التي تقع في قلب العالم الإسلامي، وانطلاقا من أهميّة هذا الموضوع الحيوي بالنسبة للسياسة الخارجيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، يأتي هذا الكتاب محاولة في سبر أغوار الوثائق والمستندات التي تركها السياسيّون الإيرانيون، لنطل من خلالها على تأريخ هذه المنطقة وأحداثها المعاصرة.
تقع فلسطين في منطقة تُعتبر ملتقى القارّات الثلاث الكبرى آسيا وأفريقيا وأوربا، وبغض النظر عن منزلتها التأريخيّة لدى الأديان الإلهيّة الكبرى (الإسلام، المسيحيّة، واليهوديّة)، فإنّ فلسطين والأراضي المجاورة كانت على طول التأريخ ساحة المواجهة بين الحضارتين الكبيرتين في شرق العالم وغربه، هذه المواجهة التي تتحول أحياناً إلى صراع عسكري يترك آثاره الكبيرة على سكان هذه المنطقة.
حتى الحرب العالميّة الأولى كانت فلسطين جزءً من الإمبراطوريّة العثمانيّة، وفي الثاني من نوفمبر 1917 م، بدأ الحديث عن إقامة حكومة صهيونيّة في فلسطين، استناداً إلى الوعد الذي قطعه اللورد بلفور، وفي كانون الأوّل / ديسمبر من ذلك العام احتلّت القوّات البريطانيّة القدس، لتنهي بذلك النفوذ العثمانيّ بهذا البلد، وبعد انتهاء الحرب اعترفت القوّات المنتصرة رسميّاً بوصاية بريطانيا على فلسطين، وبعد ذلك بقليل صادقت عصبة الأُمم التي تأسست إثر الحرب على صحة الوصاية البريطانيّة، وفوراً توجّه السير هربرت صموئيل (يهودي إنكليزي عُرف بـ"الكوميسير") إلى القدس، وكان تزايد عدد اليهود المتطرفين في فلسطين قد أدّى إلى إثارة غضب السكّان الفلسطينيين، وحدوث مصادمات عنيفة منذ العقد الأوّل من هذا القرن، لتبدأ بذلك مسيرة المواجهة غير المتكافئة بين الفلسطينيين واليهود الغاصبين.
هذه الأحداث دفعت الكوميسير الإنكليزي إلى الإعتراف باستقلاليّة شرق الأردن، وإناطة حكمها بالأمير عبد الله ابن الشريف حسين، وفي نفس العام قرّر الكوميسير تشكيل أوّل مجلس تشريعي فلسطيني من 22 عضواً (8 من قبل العرب، و4 من قبل اليهود، و10 يختارهم بنفسه)، إلا أنّ هذه الخطوة واجهت معارضة من المسلمين، وبموازاة ذلك كانت أفواج المهاجرين اليهود تتوافد على فلسطين بتحريض من المراكز الصهيونيّة لتزيد من اضطراب الوضع الداخلي، فيما كانت سياسة شراء الأراضي التي تشرف عليها هذه المراكز تزيد من مساحات الأراضي التي يملكها اليهود، فقد ازدادت مساحة هذه الأراضي من 44.500 هكتار مربع إلى 120 ألف هكتار.
هذه السياسة البريطانيّة أسفرت عن تصاعد الاضطرابات الداخليّة في فلسطين، ما أدّى بدوره إلى تدخّل المسؤولين البريطانيين لمعالجة الأوضاع، تدخّلاً كان مرحليّاً، وسطحيّاً، ولعلّ أهم تحرك بريطاني في هذا المجال خلال سنوات ما قبل الحرب العالميّة الثانية كان إرسال وفد ملكي بريطاني للتحقيق في الخلافات بين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود، وقد تألّف هذا الوفد من ستة أعضاء، وأبدى فور وصوله إلى القدس استعداده لسماع رأي الجانبين، إلا أنّ المسلمين رفضوا التحدث إليه؛ بسبب تحيّز "السياسة الاستعماريّة البريطانيّة" وحمايتها للصهيونيّة، فيما قدّم الصهاينة مذكّرة تقع في "288 صفحة" وقام "24" شخصاً من رموزهم بلقاء أعضاء الوفد والدفاع عن ممارسات الصهاينة المتطرّفة، وكانت النتيجة أنْ قدّم الوفد الذي عُرف بـ ((لجنة بيل)) ، ((توصية بتقسيم فلسطين إلى بلدين مستقلّين، الأوّل لليهود، ويقع في الجزء الشمالي من فلسطين والمحاذي للبنان، والثاني للعرب، فيما تستمر الوصاية البريطانيّة على الأماكن المقدّسة (أورشيلم وبيت لحم)، بشكل دائم)).
وقد لقي هذا القرار أيضاً رفضاً من قبل الفلسطينيين؛ إذ لم يساعد على حل المشكلة، بل زاد من حالة عدم التوازن الموجود في فلسطين، وأدّى إلى تعميق الأزمة ومفاقمتها، وحتى قيام الحرب العالميّة الثانية ظلّت بريطانيا تمارس دور القيّم السياسي على فلسطين.
امتاز الوضع الاقتصادي لفلسطين خلال تلك الأعوام بخصوصيات معيّنة، ويدلّ الفائض في الميزان التجاري آنذاك على ارتفاع الموارد الماليّة لهذا البلد، والتي يأتي أغلبها من الرسوم الجمركيّة والضرائب على بيع الأراضي، والبريد والبرق، و...الخ.
وللمثال، فإنّ فائض الميزان التجاري عام 1935 بلغ 2.222.623 ليرة فلسطينيّة، ومن الأُمور التي كانت تساعد على ذلك هو السوق الحرّة التي كانت في هذه المنطقة؛ إذ كانت دول مثل بريطانيا وألمانيا وسوريا وأمريكا ورومانيا وبولونيا وبلجيكا من أهم الدّول المصدّرة إلى هذه السوق، فيما كانت بريطانيا وسورية وسويسرا وهولندا وفرنسا وبولونيا وألمانيا من أكبر مشتري المنتجات الفلسطينيّة، إضافة إلى ذلك فإنّ توافد 50 ألف سائح على فلسطين سنويّاً ترك أثره الإيجابي الكبير على الوضع المالي الفلسطيني.
وبعيداً عن الايجابيات سالفة الذكر فإنَّ الترانزيت كان له دور مهم في تنمية الاقتصاد الفلسطيني، إضافة إلى وجود صناعات متطورة، وثروات معدنية ساهمت في تدعيم الوضع الاقتصادي لهذا البلد.
كان أبناء الأقليّات الدينيّة، المسيحيّة واليهوديّة يعيشون إلى جانب الأكثريّة الإسلاميّة، ولهم مؤسساتهم ومنظماتهم القانونيّة، وهو مؤشر على مدى استيعاب حكام فلسطين المسلمين لكافة الأقليّات القوميّة والدينيّة، وعلى مدى الاستقرار والتعايش السلمي الذي كان مشهوداً في فلسطين قبل صدور وعد بلفور.
والتنوع والتعدديّة كانا قائمين حتى بين أتباع الدين الواحد، فالمسيحيّون كانوا عدّة مجموعات، لكلّ منها ممثلها ورمزها، ففي القدس كان هناك سبع طوائف مسيحيّة لها ممثلوها: ممثل البابا، وممثل الروم الأرثوذكس، وممثل الآشوريين، وممثل الأرمن، وممثل الأقباط، وممثل أسقف الكنيسة الإنكليزيّة، وممثل المسيحيّين اللاتينيّين، ولكلّ من هذه الطوائف منشآتها وأبنيتها وطوقسها الدينيّة الخاصّة.
الأقليّة الثانية كانت اليهوديّة، وكانت على قسمين: السفارديم، والاشكناز، فالسفارديم تتألف من يهود إيران وأسبانيا والعراق والمغرب واليمن وما وراء النهر والقوقاز والأكراد، وهؤلاء قريبون إلى العرب في تقاليدهم وأعرافهم وأنماط حياتهم، أمّا الاشكناز فهم يهود أوربا وأمريكا وأفريقيا، ويمتاز الاشكناز بإمكانياتهم الماليّة الضخمة، ولا تخلو العلاقة بين الفريقين من عداء؛ كون كلّ منهم يتّبع زعيماً دينيّاً (حاخاماً) خاصّاً به.
هذه الأقليّات الرئيسيّة توجد إلى جانب الأغلبيّة الإسلاميّة التي لها محاكمها الشرعيّة ومجلس خاصّ (المجلس الإسلاميّ الأعلى)، ومرجعيّة دينيّة واحدة تتمثّل بالمفتي، ومقرّه في القدس، وكان المفتي يقوم أيضاً بالإشراف على المدارس الخيريّة ودار الأيتام والوقف الإسلاميّ.
أمّا نظام التربية والتعليم فقد كان مقسّماً قبل الحرب إلى ثلاثة أقسام: المدارس الحكوميّة الرسميّة، والمدارس الوطنيّة التي تُدار من قبل مجموعات مختلفة، أمّا القسم الثالث فهي المدارس التي تُدار من قبل الأجانب، وبينهما مدارس فرنسيّة وألمانيّة وأنكليزيّة وإيطاليّة كان انتشارها واضحاً.
وعلى صعيد العلاقات السياسيّة فقد كان في فلسطين قبل الحرب العالميّة الثانية ستون مندوباً سياسيّاً أجنبيّاً يقيمون في القدس وحيفا ويافا وتل أبيب، بينهم 26 مندوباً في القدس وحدها؛ نظراً للأهميّة الخاصّة التي كانت تتمتع بها، وقد تراوح مستوى التمثيل الدبلوماسي في فلسطين بين المستوى القنصلي والقنصلي الفخري، يمثّلون دول إيران وأمريكا والنمسا وإنكلترا وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا وألمانيا واليونان وايطاليا وبولونيا ورومانيا وأسبانيا وتركيا والعراق ومصر وجنوب أفريقيا وهولندا والفاتيكان وبلجيكا وكوبا وفنلندا وبوليفيا وسويسرا والنروج والسويد والاوروغواي وبلغاريا وليتوانيا واستونيا والمجر والهندوراس والمكسيك.
وبإمعان النظر في قائمة أسماء هذه الدول يتّضح أنّ فلسطين كانت تحظى بأهميّة كبيرة على صعيد العلاقات الدوليّة حتى قبل إقامة الكيان الصهيونيّ. وعموماً يمكن القوال إنّ أرض فلسطين كانت تملك موقعاً خاصّاً في منطقة الشرق الأوسط حتى قبل اندلاع الحرب العالميّة الأولى، ورغم التنوع القومي الديني الذي كان موجوداً في فلسطين إلا أنّ الإستقرار والرفاهية التي كانت سائدة تدلّ على مدى الإستقرار السياسي – الاجتماعي لهذا البلد، لكن سنوات ما بين الحربين العالميّتين شهدت أزمات عميقة أصابت بنية هذا البلد؛ بسبب تدخّل الأطراف الخارجيّة وتصديق السكّان المحلّيين بالعهود والوعود التي أُعطيت لهم، ثم تفاقمت الأزمة لدرجة أنّ القضيّة الفلسطينيّة أصبحت مشكلة رئيسيّة في العالم الإسلاميّ وفي العلاقات الدوليّة، وقد تركت آثارها السلبيّة على جسد العالم الإسلاميّ كلّه.
الخاتمة
لا تقتصر أهميّة قضية فلسطين على مكانتها المتميّزة في العلاقات الدوليّة، بل تُعتبر قضيّة مهمّة في العلاقات الإقليميّة والدوليّة، وما حدث في فلسطين خلال مئة عام إنّما هو انعكاس لمجموعة من التطوّرات الخارجيّة التي تعود خلفيّاتها إلى القرون الماضية، فعندما وطأ الجنرال اللّنبي أرض القدس قال: ((اليوم انتهت الحروب الصليبيّة))، هذه الجملة تعكس نمط التفكير الغربيّ، والقلق السائد في المجتمعات الغربيّة من عظمة الحضارة الإسلاميّة، فمن منظار الأوروبيين الصليبيين يُشكل المسلمون خطراً يهدّد الحياة السياسيّة – الاجتماعيّة للغرب، وان الطريق الوحيد لترسيخ نظامهم إنّما يكمن في ضعف وتراجع المجتمع الإسلاميّ.
لقد كان صليبيو العالم القديم يعتقدون أنّ إضعاف العالم الإسلاميّ يكمن في جعل قلب هذا العالم عرضة لهجماتهم العسكريّة، وهذا ما دفعهم إلى شنّ هجماتهم على المسلمين في منطقة فلسطين والشام، أمّا صليبيو العصر الجديد فقد التزموا بنهج أجدادهم واعتبروه السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف، إلا أنّ هناك فرقاً واضحاً بين الجيلين، فالصليبيون القدامى اختاروا الحرب المباشرة، بينما الجدد يرون أنّ السياسة الأكثر فعالية هي الحرب غير المباشرة، وأنْ تتبنّى بريطانيا إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وتدعم باقي الدّول الأوروبية لهجرة أقليّاتها اليهوديّة إلى فلسطين يكشف أنّ الغرب أدرك بداية هذا القرن أنّ عليه تأجيج نار التطرّف الدينيّ؛ لتحريض اليهود ضدّ المسلمين ليصل بذلك إلى هدفين مهمّين:
الأوّل: إنّ تحريض اليهود المقيمين في أوروبا على الهجرة إلى فلسطين وتأسيس وطن قومي يهودي يكفل لأوروبا التخلّص من عبء الأقليّات اليهوديّة التي تُثير المشاكل باستمرار.
ثانياً: إشعال نار المواجهة بين اليهود المؤمنين بالعقيدة الصهيونيّة، والمسلمين في فلسطين، سيخلق صراعاً مستمراً في المجتمع الإسلاميّ، يُشغل المسلمين ويُفرقهم ويُشتت قواهم.
إنّ تأسيس دولة غير مسلمة في قلب العالم الإسلاميّ يحول دون تحقيق الوحدة السياسيّة للمناطق الإسلاميّة، ويفتح المجال أمام نمو الثقافة الغربيّة داخل ساحة الحضارة الإسلاميّة.
إنّ المشروع الصهيونيّ وقبل أنْ يكون مشروعاً عقائديّاً فإنّه يُشكّل مشروعاً سياسيّاً مدروساً للهيمنة على ملتقى طرق الاتصال بين جهات العالم الإسلاميّ الأربع، ومنع تطوّر المسلمين. لقد كان الصهاينة عازمين على الإسراع في استكمال احتلال فلسطين وتثبيت قواعدهم فيها؛ للانطلاق إلى باقي أرجاء المنطقة ومدّ نفوذهم إلى المناطق المجاورة، أمّا الغربيّون الّذين رأوا في أهداف المشروع الصهيونيّ ما يُلبّي رغباتهم وطموحاتهم فلم يستغلّوا هذه الفرصة وحسب، بل قدّموا دعمهم الكامل لهذا المشروع؛ للإسراع بتنفيذه.
أمّا الدّول الإسلامية التي كانت غارقة في أزماتها في تلك المرحلة فلم تكن قادرة على مواجهة ما يحدث، بل أنّ وجود قيادات مرتبطة بالاستعمار ضاعف من عجز الشعوب التي ابتليت بهؤلاء السياسيين. لقد تابع المسلمون قوافل المهاجرين القادمين إلى فلسطين بكثير من السذاجة، وقليل من الاهتمام، بل أنّ سعي البعض إلى مصالح خاصّة ساعد في توفير الأرضية لبقاء هؤلاء المهاجرين.
كذلك كان عدم وعي المسؤولين السياسيين في العالم الإسلاميّ بحقيقة التطوّرات على الساحة الأوربية عاملاً في تأخّرهم في إدراك النوايا الحقيقيّة للدّول الأوربية فيما يخصّ فلسطين، ومن جانب آخر فإنَّ إدراك العالم الإسلاميّ لحقيقة المؤامرة لم يمكّنه من إحباطها؛ بسبب تباين المواقف والمنافسة العميقة وعدم الاكتراث وترجيح المصالح الشخصيّة على مصالح العالم الإسلاميّ وسذاجة الحكّام في التعاطي مع الموضوع والارتباط بالقوى الأجنبية.
وخلال الأعوام السابقة للحرب العالميّة الثانية لم تحتل قضيّة فلسطين الأولويّة في اهتمامات العالم الإسلاميّ، وهذا ما ساعد على تزايد نفوذ الصهاينة في المنطقة، ومن جانب آخر فإنَّ نشوء أزمة فلسطين كشف أنّ نشر الأفكار العنصريّة والقوميّة المتطرّفة في المناطق الإسلاميّة عمل على التّخفيف من قوّة المشاعر والرّوابط الدينيّة، وصرف اهتمام الدّول الإسلاميّة إلى مواضيع مثل الانكفاء على التّراث بالشكل السلبي، كذلك كان غياب القيادة الموحّدة والمنظّمة للعالم الإسلاميّ عاملاً مهمّاً ساعد في توغّل الصهاينة في المنطقة.
إنّ هذه العوامل مجتمعة جعلت الشعب الفلسطينيّ الذي كان يحلم بدعم العالم الإسلاميّ يُدرك أنّ حلّ الأزمة يستلزم تحرّكاً داخليّاً محضاً، كما وفّرت ثروة الشيخ عزّ الدين القسّام وباقي التّحركات الثوريّة، والانعكاسات الايجابية للتطوّرات الفلسطينيّة، داخل الساحة الإسلاميّة الشيعيّة مستلزمات صحوة العالم الإسلاميّ، وهذا ما شكّل خطراً على مشروع الأوروبيين ودفعهم إلى استباق الأمر بتحشيد الرأي العام العالميّ لصالح الصهاينة، وأخيراً جاءت الخطوة التالية للغرب، ممثّلة بالفكر النازي الذي لبّى أهداف المخطط الغربي، وأدّى إلى دفع ما تبقّى من اليهود الأوروبيين إلى الأراضي الإسلاميّة في فلسطين، بعدما خلق لدى الرأي العام الدولي شرعية كاذبة لإقامة دولة يهوديّة.
ولا بد من التأكيد ثانية على أنّ مخطط الصهاينة بعيد المدى، ويستهدف الهيمنة الشاملة على الشؤون السياسيّة والاجتماعية للعالم الإسلاميّ، والقضاء على الفكر الإسلاميّ، وهدم صروح الحضارة الإسلاميّة الساميّة، وهذا ما يتم بدعم كامل من العالم الغربيّ.
تفصيل محتويات الكتاب
الفصل الأوّل: فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر (ناصر الدين شاه ودولة اليهود، اليانس إيران، الصهيونيّة، وزارة الخارجيّة الإيرانيّة ومؤتمر بال، مؤتمر بال، وعد بلفور).
الفصل الثاني: فلسطين في أواخر القرن العشرين ( أربع سنوات مظلمة (1916-1920م)، سياسة شراء الأراضي الفلسطينيّة، احتلال القدس على يد اللّنبي، انتفاضة القدس، الانتداب وتنصيب صموئيل، مؤتمر القاهرة، عين الملك هويدا، العالم الإسلاميّ وتطوّرات الموضوع الفلسطينيّ)، الفصل الثالث: مرحلة ترسيخ الصهيونيّة (تغيير البنية السكانيّة في فلسطين، تجميع السلاح الفلسطينيّ).
الفصل الرابع: إيران وقضيّة فلسطين في عصبة الأُمم.
الفصل الخامس: الأبعاد الداخليّة والخارجيّة لقضيّة فلسطين (الأوضاع الداخليّة، التطوّرات الخارجيّة).
الفصل السادس: علماء الدّين الشيعة وتقسيم فلسطين.
الفصل السابع: المقاومة.
تفصيل تخريج الكتاب
- د. علي اكبر ولايتي، إيران وفلسطين (1897-1937) جذور العلاقة وتقلبات السياسة، تعريب: سالم مشكور، دار الحق، الطبعة الأولى، بيروت لبنان، 1418هـ - 1997م.
- مطالعة وإيجاز ونشر الكتروني: السفير انترناشونال ضمن مشروعها: ببليوغرافيا أراكي أبجدية الحرف والكلمة والتدوين - بغداد تكتب.. تطبع.. تقرأ.
TEL: 964 -07901780841
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق