الخميس، 28 مارس 2013

المشكلات الأسرية وعلاقتها بتكيف الطلبة في المدارس المتوسطة دراسة ميدانية في مدينة بغداد تربية الكرخ الثانية، منال حسين احمد، جامعة بغداد، كلية التربية للبنات- قسم الخدمة الاجتماعية، بإشراف: د. عبد الشهيد جاسم عباس، بغداد، 2011.

  المقدمة
 مازالت المشكلات الأسرية وعلاقتها بالتكيف المدرسي وستظل احد أهم المجالات الإستراتيجية في بناء المجتمع وتشكيل معارفه  وشخصياته وكوادره, ان الأبحاث الاجتماعية والتربوية تمكننا من المعرفة الدقيقة للمحركات العامة المؤدية للامساواة أمام التربية, فهي تعطينا عند أوضاع محددة في المكان ووحيدة في الزمان حقائق دقيقة عن العلاقات المرتبطة بكل وضعية اجتماعية, فالإنسان لا ينتج ذاته بصفته كائناً حياً وفرداً اجتماعياً بصورة منعزلة, بل في إطار من العلاقات والميول والاستعدادات والمفاهيم الاجتماعية التي تكونت وتراكمت عبر الزمن.
ان العلاقات الاجتماعية التوازنية لا تتغير تحت ضغط الاعتبارات التربوية بل المحفزات وترويض الحالة الإرادية, اذ يبدأ التغير بالبناء الفوقي حتى البناء التحتي, هذه الترسيمة اكتسبت قوة البديهة لكثرة تكرارها ضرورة مواكبة التغير في الحقل السياسي حتى يتوسع نطاقها, هذه التطورات تسهم في تطوير العملية التربوية ويعتمد ذلك على العنصر البشري في سلوكه وقدراته, كما يتطلب تهيئة الظروف التي توفر الانسجام للطلبة كافة وزيادة فاعليتهم وتعاونهم معه وتوجيه هذه الشريحة توجيهاً سليماً يؤدي الى استثمار طاقاتهم في بناء المجتمع.
ان المهمة المشتركة بين الأسرة والمدرسة تتطلب العمل المستمر في تنمية شخصية الطلبة, اما بخصوص دور الوالدين في كيفية التعامل مع الأبناء ويتطلب الابتعاد عن المشاكل ومعالجة العلاقات لتصبح أكثر نضوجاً عندما تبدأ العلاقات الأسرية حتى تكون مؤثرة خارج البيت.
وتختلف المشكلات الأسرية بين الطبقة الغنية والطبقة الوسطى والفقيرة خصوصاً وان الأسرة العراقية واجهت ظروفاً صعبة بسبب الفقر والحروب والأزمات والأوضاع الأمنية المعقدة.
اما محتويات الرسالة فإنها تتكون من بابين وهما: الباب الأول: الدراسة النظرية وهي تتكون من ثلاثة فصول اهتم الفصل الأول في إجراءات الدراسة ومفاهيمها حيث يتكون من مبحثين وهما: المبحث الأول: إجراءات الدراسة من حيث (المشكلة والأهمية والأهداف)، المبحث الثاني: تحديد المفاهيم والمصطلحات العلمية.
اما الفصل الثاني فقد تناول استعراضاً لبعض الدراسات السابقة التي تناولت بالتحليل المشكلات الأسرية والتكيف المدرسي للطلبة.
والفصل الثالث الذي هو تحت عنوان "الطلبة بين الأسرة والمدرسة" فقد تضمن أربعة مباحث وهي: المبحث الأول: الأسرة والمتغيرات الاجتماعية في العراق، المبحث الثاني: المدرسة المتوسطة ودورها التربوي، المبحث الثالث: الطلبة والتكيف الاجتماعي في محيط (الأسرة والمدرسة)، المبحث الرابع: مدى تكيف الطلبة للمدارس المتوسطة في ظل المشكلات الأسرية.
اما الباب الثاني فقد تناول الدراسة الميدانية وشمل على ثلاثة فصول استكمالاً للباب الأول وهي: الفصل الرابع: إجراءات الدراسة الميدانية ومنهجيتها، الفصل الخامس: عرض بيانات الدراسة وتحليلها، الفصل السادس: الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات، وأخيرا تأتي المصادر والمراجع العربية والأجنبية وملخص الرسالة باللغة الانكليزية.
توصيات ومقترحات الدراسة
في ضوء ما اوضحته النتائج من وجود علاقة ارتباطية بين الوضع الأسري ومستوى التكيف المدرسي للطلبة, فان الباحثة توصي بما يأتي:
1.      على الأسرة ان تتعامل مع ابنائها على وفق ما تمليه عليهم مراحل النمو عند الأبناء, اذ يتوجب ان تتمثل في الأبوين معاني الحب والسلطة, ويكونان بمثابة صديقين لأبنائهما ومرشدين واعيين الذي يريحهم ويعالج مشاكلهم.
2.      على الأسرة افساح المجال امام الأبناء ليعبروا بكامل حريتهم عن ميولهم واستعداداتهم والعمل على جعل الواقع اكثر تكيفاً مع طموحاتهم وما يميلون اليه, اي تهيئة جو عائلي هادئ ليساعد الأبناء على تحقيق التكيف المدرسي بنجاح.
3.      على الأسرة ان تهتم بأبنائها من ناحية المتابعة والمراقبة والتوجيه في البيت والمؤسسة التعليمية وذلك لرفع مستواهم الدراسي.
4.      ضرورة مكوث الأبوين في البيت لمتابعة دراسة الأبناء مع قيام الأبوين بحث الأبناء على السعي والاجتهاد ومواصلة الدراسة وعدم تركها.
5.      ضرورة حث الأبوين على عدم تشغيل الأبناء في الاعمال الاقتصادية في اثناء الدراسة , لان العمل يضر بالدراسة ويعرقل اهدافها.
6.      العمل على تحويل المواقف التي يحملها بعض الآباء والأمهات تجاه التربية والتحصيل العلمي الى مواقف ايجابية تعمل على اندفاع الأبناء الى الدراسة المثمرة والتحصي العلمي.
وفي اطار ما اوضحته الدراسة عن واقع العلاقة بين الجو المدرسي العام وتكيف الطلبة توصي الباحثة بما يأتي:
1.     ضرورة ان يكون المدرس على خبرة كبيرة بالتربية الاجتماعية واساليبها وقادراً على تنمية الاتجاهات الايجابية بين الطلبة, ولا يقتصر دوره على الاهتمام بالنواحي الاكاديمية وتحصيل المعلومات والمعارف فقط.
2.     تضمين برنامج الدراسة للطلبة قدراً من المرونة التي تسمح بالأنشطة الحرة والعمل مع بعضهم البعض ومع زملائهم في مدارس اخرى, وهذا يعود على الطلبة روح المشاركة ويكسبهم كثيراً من المهارات الاجتماعية في التعامل والسلوك.
3.     ضرورة وجود الاخصائي الاجتماعي والمرشد النفسي داخل المدرسة حتى يتمكن من مساعدة الطلبة في التغلب على مشكلاتهم الأسرية والمدرسية داخل المدرسة التي تحول دون تحقيق التكيف المدرسي لهم.
4.     ضرورة تقليص حجم الصف الى عدد لا يزيد عن خمسة وعشرين طالباً لكي يستطيع المدرسون تكوين العلاقات الجيدة مع طلبتهم ويتعرفون على نقاط قوتهم وضعفهم.
5.     على المسؤولين التربويين المبادرة بتهيئة التسهيلات التربوية والعلمية التي يحتاجها الطلبة كتوفير وسائل الايضاح السمعية والبصرية والمختبرات والمكتبات وقاعات المطالعة والساحات الرياضية.
6.     ضرورة مبادرة المدرسة بالتنسيق مع الأسرة ودعوتها للمشاركة في انشطتها اللاصفية وتعميق العلاقة معها والسماح لها بالمشاركة في برامجها العلمية والثقافية عن طريق الآباء والمعلمين.
ولكي نصل الى الطالب الذي يتمتع بالتكيف السليم لابد من ان تتظافر الجهود وتتعاون انطلاقاً من الأسرة وانتهاءً بالمجتمع مروراً بالمدرسة, اذ لكل فرد حقوق على أسرته حيث يعيش ومن ثم على المدرسة حيث يتلقى اصول العلم والمعرفة, واخيراً على الدولة راعيته, حيث يحيا عضواً فاعلاً متكاملاً مع سائر افراد المجتمع.  
المقترحات
من اجل استكمال الدراسة الحالية, تقترح الباحثة اجراء الدراسات الآتية:
1.      اجراء دراسة حول تأثير التوجيه والارشاد الوالدي وعلاقتها بسلوكيات الطلبة في المدرسة.
2.      اجراء دراسة حول دور الاخصائي الاجتماعي في حل المشكلات الأسرية والمدرسية للطلبة.
3.      اجراء دراسة للكشف عن العلاقة بين المستوى التعليمي للآباء والأمهات والتكيف المدرسي للطلبة.
4.      دراسة العلاقة بين السلوك العدواني والجو الأسري لدى طلبة المرحلة المتوسطة. 

ليست هناك تعليقات: