الخميس، 17 يونيو 2010

مؤتمر فينّا 1814 – 1815 ( عرض رسالة ماجستير غير منشورة)

تنويــه: يتم تصفح المدونة، من خلال عبارة - رسالة أقدم – أسفل يسار الصفحة.

المقدمة
تعد التطورات السياسية التي اجتاحت اوربا للسنوات 1789-1815 واحدة من اهم الفترات التاريخية في تاريخ العالم عامة واوربا خاصة لما نتج عنها من تغيرات قدر لها ان تكون بالنتيجة نهاية عهد في العلاقات الدولية واستهلال عهد اخر، وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا العهد، الا ان المكتبة العربية مازالت تفتقر للكثير مما يغني دارس التاريخ الاوربي وتاريخ العلاقات الدولية. وعلى اية حال، على الرغم من خوض البعض في دراسة بعض جوانب هذه الحقبة، الا ان الحاجة اخذت تتكشف في ضرورة دراسته خاتمة هذه التطورات الكثيرة من اجل وضع الاساس لفهم التطورات السياسية التي اصابت اوربا طيلة القرن التاسع عشر وحتى بداية الحرب العالمية الاولى. وتأسيسا على هذا، جاءت رسالة ((مؤتمر فينّا 1814-1815)) لتشكل محاولة لفهم ما شهدته اوربا من تطورات وما صاحب اندلاع الثورة الفرنسية وتأسيس الامبراطورية النابليونية من حوادث، ومن ثم انهيار هذه الامبراطورية واتفاق الحلفاء المنتصرين على عقد مؤتمر دولي جامع لاصلاح ما افسده نابليون ولأرساء اسس نظام جديد في العلاقات الدولية.
غطت الرسالة احداث ثلاثة وثلاثين عاما من الاحداث المتشابكة والمعقدة في تاريخ العلاقات الدولية، وقد واجهت الباحث صعوبات عدة. فعلى الرغم من كثرة ما كتب عن الثورة الفرنسية من دراسات وبحوث، الا ان توجيه ما كتب ليخدم موضوع الرسالة لم يكن امرا يسيرا ابدا. اذ بدت العملية وكأنها غربلة احداث ثم جمع ما يصلح منها لمادة الرسالة، وصياغتها من جديد بعد تخليصها مما علق اتقاء فائض السرد التاريخي؛ اما مازاد عن هذا التوجه فلم يكن حشوا، بل ان الضرورة القصوى استلزمت ذكره ليكتمل نسيج المادة التاريخي ولنعطي الاسباب حقها ومستحقها في صناعة الحدث. الا ان المشكلة الحقيقية التي صادفناها فتتمثل في قلة ما كتب عن مؤتمر فينّا ومادار من تفاصيل الاجتماعات والمباحثات، ولم يقتصر الامر على مؤتمر فينّا بل على سلسلة المؤتمرات التي عقدت منذ عام 1818 وانتهاء بآخر مؤتمر وهو فيرونا فلم نعثر على دراسة متخصصة انفردت لهذا الموضوع.
قسمت الرسالة على ثلاثة فصول تسبقها مقدمة وتعقبها خاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع. تناول الفصل الاول فيها تمهيدا تاريخيا للاحداث التي سبقت الدعوة الى عقد مؤتمر دولي. إذ تضمنت مادته ظروف اندلاع الثورة الفرنسية وتطور احداثها ومواقف الدول الأوربية منها. كما تناول الفصل تطورات الاحداث في ظل الحروب الفرنسية - الأوربية ونتائجها والتي كان في ضمنها تأسيس الإمبراطورية النابليونية بعد ان وسع ((ابن الثورة الفرنسية البار)) نابليون - كما كان يطلق على نفسه - حدود ونفوذ فرنسا لتمتد الى جميع انحاء اوربا حتى دخول القوات الاوربية باريس عام 1814. وتكمن اهمية دراسة هذه التطورات في كونها الاساس الذي يعتمد عليه الفصلين الثاني والثالث عند دراسة المفاوضات والمناقشات التي دارت في مؤتمر فينّا عند تناوله التغيرات الكبيرة التي ادخلها نابليون في الخارطة السياسية الاوربية خلال سنوات حكمه ودراسة الاحداث التي شهدتها اوربا التي جاءت ردا على تسوية مؤتمر فينّا، تلك التسوية التي كانت بحق تسوية الدول الكبرى.
وتناول الفصل الثاني تفاصيل عن مؤتمر فينّا، إذ اوضح الجذور التاريخية للتسوية التي توصل اليها المؤتمر، واسباب الانعقاد في العاصمة النمساوية والشخصيات التي مثلت دولها فيه والأسس والمبادئ التي اعتمدت عليها هذه التسوية، والخلافات التي برزت في المؤتمر، وكيف ان الحرب كادت ان تنشب بين حلفاء الامس بسبب تضارب مصالحهم، واعطى الفصل ايضا تفاصيل عن التسوية التي توصل اليها المؤتمر بشأن القضايا التي كانت مثار خلافات الحلفاء كقضية بولندا - سكسونيا والقضية الالمانية والقضية الايطالية. واوضح الفصل الصفقات التي تمت في المؤتمر والمكاسب الاقليمية التي حققتها الدول وما فقدته مقابل ذلك.
اما الفصل الثالث، فعلى الرغم من ان احداثه تقع خارج السنوات 1814-1815 وهي مدة انعقاد المؤتمر، وتشمل السنوات 1815-1822، التي تعد مهمة جدا ووثيقة الصلة بتسوية فينّا؛ لان الدول الحلفاء ارادت ان تكون هذه التسوية دائمية ولهذا الغرض سعت لايجاد الوسائل لاتمامها وحمايتها. فقد تناول الفصل هذه الوسائل التي تمثلت بالتحالف الرباعي الذي ضم الدول الاربع المنتصرة التي كونت المحفل الاوربي والتي تعهدت فيما بينها بالتشاور عن طريق مؤتمرات دبلوماسية كلما جرت احداث غيرت او هددت تسوية مؤتمر فينّا. فسلط هذا الفصل الضوء على التطورات التي قادت الى عقد مؤتمر اكس لاشابيل وتروباو وليباخ وفيرونا وتفاصيل اجتماعات هذه المؤتمرات التي قادت الى الاختلاف بين الدول الحلفاء، وانسحاب بريطانيا في مؤتمر فيرونا والذي مثل نهاية لنظام المؤتمر. وتناول الفصل ايضا اقتراح القيصر الروسي المعروف بالحلف المقدس وكيف استقبلته الدول الاخرى وتأثيره على مؤتمرات تروباو وليباخ.
 اعتمدت الرسالة على مجموعة من المصادر تتراوح بين الوثائق المنشورة والكتب باللغتين العربية والانجليزية. فالوثائق المنشورة باللغة الانجليزية في كتب وثائقية كانت خير معين لرفد الرسالة بمعلومات قيمة خصت طائفة واسعة مما تضمنته الرسالة من مواضيع. فالكتاب المعنون ((المعاهدات الرئيسية للقوى العظمى 1814 – 1914)).
The Key Treaties for Great Powers 1814-1914, (London, 1972).
الذي جمع وثائق ميشيل هيرست Michael Hurst يعد سجلا وثائقيا حافلا افاد الرسالة في فصليها الثاني والثالث بشكل كبير. اذ تمكنا بالاستناد الى المواد القانونية لنصوص المعاهدات من ازالة الكثير من الغموض والالتباس بل والاخطاء والتفسيرات غير الدقيقة التي وردت في بعض المصادر العربية ولا سيما عندما تناولت مفردات التسوية الاقليمية. اما الكتاب المعنون ((وثائق في التاريخ السياسي للقارة الاوربية 1815-1939.
Documents in the Political History of European Continent 1815-1939 (Oxford, 1970)
الذي جمع وثائقه . ح . أ . كيرتز G .A . Kertesz ، فقد احتوى مادة وثائقية ضخمة غطت احداث اوربا وعلاقتها السياسية لاكثر من قرن، إذ افاد الرسالة بنصوص بعض المعاهدات اما الكتاب المعنون ((اوربا مترنيخ))
Metternich’s Europe, (London, 1968).
الذي جمع وثائقه ماك وولكر Mack Walker ، فيعد سجلا وثائقيا لا غنى عنه لمن يبحث في العلاقات السياسية الاوربية للسنوات 1815-1848. اذ افاد الرسالة في فصلها الثالث بنصوص بعض المعاهدات والاحلاف والمذكرات الحكومية لساسة اوربا، الامر الذي وظف لتعزيز مادة الرسالة وليكسبها مزيدا من العلمية والتوثيق في البحث التاريخي. اما الكتاب المعنون ((الوثائق التاريخية الانكليزية 1783-1832)).
English Historical Documents 1783-1832, (London, 1951)
الذي جمع وثائقه وقدم له، أ. اسبينال A. Aspinall و أي . انطوني سمث E. Antony Smith، فيعد سجلا زاخرا بالمادة التاريخية الموثقة، الذي لا غنى عنه لدارسي تاريخ بريطانيا وعلاقتها الاوربية في هذه الفترة. إذ افاد الرسالة في كل فصولها، فضلا عما وفره من فهم عميق لاوضاع اوربا ووجهه النظر البريطانية إزاء ما يحدث فيها.
اما الكتب، ولاسيما تلك التي اتسمت بالدراسات الوثائقية، فقد رفدت الرسالة بمادة اساس. ويقف على رأسها كتاب: مؤتمر فينّا، دراسة في وحدة التحالف 1812-1822.
The Congress of Vienna, A study in Allied Unity 1812-1822. (London, 1947)
لمؤلفه هارولد نكلسون Harlod Nicolson ففضلا عن كونه قد خدم في السلك الدبلوماسي البريطاني لسنوات عدة وعمل في وزارة الخارجية البريطانية ايضا، فانه يعد خبيرا بالاجراءات والمشكلات الدبلوماسية والفّ كتباً عديدةً في التاريخ البريطاني والاوربي ومن ضمنها هذا الكتاب الذي تناول طبيعة العلاقات الدولية إبان انعقاد مؤتمر فينّا، وسير مفاوضات المؤتمرين، وركز على مجهودات ساسة فينّا الدبلوماسية للإبقاء على صفوفهم مرصوصة بوجه خطر فرنسا المحتمل. كما قدم الكتاب وصفا رائعا لاجواء مؤتمر فينّا وما ساد مفاوضاتها من عقبات. وقد افاد هذا الكتاب الرسالة في فصلها الثاني وعوض الى حد ما ندرة المصادر التي تتناول مفاوضات المؤتمرين فيما يتعلق ببعض مشاكل التسوية. اما كتاب : ((عصر التحول 1789 – 1871)).
The Age of Transformation 1789 – 1871, (London, 1964).

لمؤلفه ر. ف. لسلي R.F. Leslie. فقد تناول أوضاع أوربا منذ اندلاع الثورة الفرنسية وحتى قيام الوحدة الالمانية، 1871، ويعد واحدا من افضل الكتب التي تناولت هذه الحقبة. اذ رفدت مادته فصول الرسالة الاول والثاني بحقائق تاريخية كثيرة لم اجدها في العديد من الكتب الاخرى. اما كتاب: ((أوربا والامبراطورية الفرنسية 1799- 1814)).
Europe and the French Imperuim1799-1814. (New York,1965)
لمؤلفه جيوفي برون Geoffey Bruun الذي هو من سلسلة كتب (( بروز اوربا الحديثة)) التي حررها المؤرخ الامريكي المشهور وليم لانجر من جامعة هارفرد والتي تغطي تاريخ اوربا من عام 1250 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد قدم وصفا وتحليلا تاريخيا مفصلاً لاحداث اوربا منذ انقلاب نابليون 1799 ولغاية سقوطه. إذ وظفت مادته في الفصل الاول من الرسالة ولا سيما ما يتعلق منها بالتغيرات الاقليمية والسياسية التي احدثها نابليون في ايطاليا والمانيا. اما كتاب: ((عهد العودة في فرنسا 1814-1830)).
The Restoration Era in France 1814-1830. (New York- 1968)
لمؤلفه جون هول ستيوارت John Hall Stewart ، فيعد من الكتب المهمة التي اعتمدت على المادة التاريخية الوثائقية. اذ تناول اهم التطورات في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فرنسا ابتداء من 1814 لغاية 1830. وقد استفادت جميع فصول الرسالة منه ولاسيما فيما يخص الاوضاع السياسية لفرنسا.اما كتاب : ((اوربا في القرن التاسع عشر 1789-1914)).
Europe in the Nineteenth Century 1789-1914. (London, 1966)
لمؤلفيه كرانت وتمبرلي Grant and Temperly فعلى الرغم من انه قد أُلِف في الربع الثاني من القرن الماضي، إلاّ انه مازال يعد من الكتب الجيدة التي تناولت تاريخ اوربا منذ اندلاع الثورة الفرنسية وحتى قيام الحرب العالمية الاولى. إذ طغت على اسلوب كتابته بساطة اللغة والتفصيل وتغطيته لطائفة كبيرة من احداث اوربا العاصفة. إذ افاد الرسالة في جميع فصولها تقريبا ولا سيما ما تعلق منها بالفصل الثاني والثالث. اما كتاب : ((الامبراطورية الروسية 1801 – 1917))
The Russian Empire 1801-1917. (Oxford, 1967(
لمؤلفه هوغ سيتون - واطسن Hugh Seton - Watson ، فيعد من اهم الكتب التي تناولت تاريخ روسيا خلال القرن التاسع عشر فقد استعرض مجمل التطورات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في روسيا منذ تولي الكسندر الاول 1801 عرش روسيا حتى انتهاء الحرب العالمية الاولى، اذ افادت مادة الكتاب في الفصلين الاول والثاني من الرسالة، وجرى الاعتماد عليه اكثر من غيره عند ايراد توجهات السياسة الروسية ازاء مختلف الاحداث الاوربية في تلك الحقبة. اما كتاب: ((تاريخ المانيا الحديث))
Germany : A Modern history , (The University of Michigan press,1961)
لمؤلفه مارشال دل Marshall Dill ، فقد قدم وصفاً وتحليلا جيدين لمجمل التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المانيا في حقبة مادة البحث. اذ وظفت مادته في فصول الرسالة الاول والثاني.
اما الكتب العربية والمعربة، فيأتي في مقدمتها ((كتاب تاريخ العلاقات الدولية 1815-1914)) لمؤلفه المؤرخ الفرنسي بيير رنوفان، وترجمة جلال يحيى (القاهرة، 1968). فيعدّ افضل كتاب باللغة العربية تناول تاريخ العلاقات الدولية في القرن التاسع عشر، إذ تناول مؤلفه ما طرء على مسيرة العلاقات الدولية من تغيرات، اشرت في حقيقتها تغير المصالح بين الدول والحاجة في كل فترة زمنية الى ترميم وإصلاح ما اعترى هذه العلاقات من قصور. وقد افاد هذا الكتاب الرسالة في الفصل الثاني، والثالث نظرا لما اورده من تفاصيل وما عزز مما توصلنا اليه.
اما ((كتاب تاريخ الحركات القومية))، الجزء الاول، (القاهرة - 1967)، لمؤلفه نور الدين حاطوم، فقد اورد تحليلا دقيقا لمجمل التطورات السياسية في القارة الاوربية اثر اندلاع الثورة الفرنسية، على انه اتخذ من المشاعر القومية قي صنع الحدث وكأنها الباعث الوحيد للتغيير، وعلى اية حال، وضفت مادة الكتاب في فصول الرسالة الثلاثة ولترفده برؤيا شرقية قومية. واعتمدت الرسالة على كتب اخرى لا يمكن ذكرها جميعا بل يمكن الاطلاع عليها في ثبت المصادر.
قائمة المحتويات
المقدمة وتحليل المصادر
الفصل الأول : الثورة الفرنسية ، حكم نابليون وأوربا
 1-1 الثورة الفرنسية وأوربا
2-1 الاحتلال الفرنسي لإيطاليا
3-1 الاحتلال الفرنسي لألمانيا
4-1 سقوط الإمبراطورية الفرنسية
الفصل الثاني : التسوية الإقليمية
2 -1 جذور التسوية حتى انعقاد المؤتمر
1. موقف الحلفاء حتى توقيع معاهدة باريس 1814
2. ولادة المحفل الأوربي الجديد في فيّنا
2-2 وفود الدول وأهدافها في المؤتمر
1. وفود الدول
2. أهداف الوفود في المؤتمر
أ. أهداف روسيا
ب. أهداف بريطانيا
ت. أهداف النمسا
ث. أهداف بروسيا
ج. أهداف فرنسا
3-2 المبادئ والآلية التي اعتمد عليها المؤتمر
1. المبادئ التي سارت عليها التسوية الإقليمية
أ. مبدأ توازن القوى
ب. مبدأ الشرعية
ت. مبدأ التعويض
2. آلية إدارة المؤتمر
4-2 تسوية قضية بولندا - سكسونيا
5-2 تسوية القضية الألمانية
6-2 تسوية القضية الإيطالية
7-2 مكاسب الدول من التسوية الإقليمية
8-2 تقييم التسوية الإقليمية
1-3 الوضع في القارة الأوربية بعد 1815
الفصل الثالث : نظام المؤتمر
2-3 الحلفان المقدس والرباعي
1. الحلف المقدس
2. الحلف الرباعي
3-3 مؤتمر اكس لاشابيل
4-3 مؤتمر تروباو وليباخ
5-3 مؤتمر فيرونا
6-3 نقد نظام المؤتمر
الخاتمة، ثبت المصادر
الخاتمة
اوجدت الثورة الفرنسية والإمبراطورية النابليونية جملة من التطورات والتغيرات السياسية والاقليمية في اوربا، تركت اثرا كبيرا على مجمل ظروف الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والفكري الاوربي والعالمي على حد سواء. ولم يكن مؤتمر فينّا الا محاولة دولية منظمة للحد من هذه التغيرات واعادة رسم الخارطة السياسية الاوربية في ضوء مصالح الدول الكبرى وماتقتضيه الضرورة من ارساء اسس توازن عادل للقوى ووضع الكوابح امام أي توسع فرنسي جديد محتمل.
ان تقييم ما انجزته التسوية التي اختطها مؤتمر فينّا يجب ان يتم في ضوء ما كانت تعيشه القارة الاوربية من مشاكل كثيرة بالغة التعقيد نجمت عن اختلال موازين القوى بين دول القارة. وتغلل الافكار القومية والليبرالية بين الشعوب، وزيادة ممتلكات بعض الدول على حساب غيرها، ومطالبة الاخرين باسترجاع ما خسروه من ممتلكات، فضلا عن تصميم المؤتمرين على ارساء حلول للكثير من المشاكل فيما يتصل بالغاء تجارة الرقيق، وتنظيم الملاحة في الانهار الاوربية وتنظيم قواعد الأسبقية الدبلوماسية .... الخ.
وتأسيسا على ورود اعلاه، فأن جهد ساسة مؤتمر فينّا 1814-1815 في ارساء حلول لبؤر الاختلاف عن طريق التسويات التوفيقية لم يكن مجرد جهد باعة في سوق الدبلوماسية يقايضون سعادة الملايين من البشر ارضاء لنزوة الامتلاك وحب السيطرة، بل جهد رجال ذوي بعد نظر في التخطيط لانشاء عصبة دولية دائمية لتكون بديلا عن الفوضى الدولية التي اوجدها نابليون باسم التحرر والخلاص من هيمنة الاسر الفاسدة الحاكمة.
وعلى أي حال، يبدو ان اهم نقد موجه الى صناع تسوية فينّا هو اغفالهم للمشاعر القومية وانجاز (طبخات) التسوية دون الالتفات اليها، الامر الذي افضى في النهاية الى وضع مصير النرويجيين بيد السويديين و البلجيك بين الهولنديين والالمان والايطاليين غير متوحدين وتحت هيمنة النمسا. ان دراسة هذه الحلول التوفيقه دراسة متمعنه يظهر لنا جوهر ما كان يخطط له ساسة 1814-1815، رغم أن مظهر ما اتو به من تسويات قد يبدو غير متفقا مع طموحات مناصرو الليبرالية والقومية وحتى شعوب هذه المناطق. فعلى الرغم من ادعاء البعض ان تفعيل مبدأ الشرعية وتوازن القوى قد اعاد عقارب الساعة الى القرن الثامن عشر، الا ان واقع الحال يبدو غير ذلك. فالشرعية لم تطبق بشكل تام الا في فرنسا، حيث جرى تجاهلها في المانيا، وفي بولندا، سكسونيا، والنرويج، والاراضي المنخفضة النمساوية، فضلا عما كسبته بريطانيا من اسلاب ...؛ اما فيما يتعلق بتفعيل مبدأ توازن القوى وما اشير الى كونه قد سلب الحقوق المشروعة لبعض الدول واعطاؤها الى المنتصرين، فانه وان صدق من حيث الشكل، الا انه وظف بالنتيجة في صالح السلام والاستقرار الأوربيين. قد يصدق ان الشعوب لم تحرر بالمعنى الذي اراده فيخته وشتاين من سيطرة الامراء الوارثييين، الا ان قبول اراء هؤلاء وادخال مبدأ القومية كأساس لعمل تسوية فينّا في ظروف 1814-1815 كان امرا مستحيلا او غير مرغوب او كلاهما معا.
فالبلجيك الذين احرزو تحررهم من قبضة نابليون قبل غيرهم قد حولو من سيطرة آل هابسبرغ الى سيطرة آل اورانج مما يشكل خرقا لمبدأ الشرعية ورغبات السكان، الا ان هذا ((الخرق)) قد يكون مبررا في ضوء قربهم الجغرافي من فرنسا وعدم تمكنهم من كبح جماح فرنسا لوحدهم. وعلى اية حال يبدو ان تجربة حكم المائة يوم النابليونية وتحول بلجيكا الى ساحة قتال قد رسخت قناعة المؤتمرين بأن الاصغاء لنداءات الاحرار في منح بلجيكا الاستقلال قد يكون خدعة للبلجيك لعدم اهليتهم لذلك، وللدول الكبرى لأنَّ ذلك مدعاة لترك اوربا بدون دفاع امام اكبر واكثر الدول عدوانية في اوربا الغربية. وعلى العموم، فان ما تردد عن فشل تجربة الادماج لا حقا قد لايكون سببه سوء تخطيط ساسة فينّا، بل ان عدم التزام آل اورانج بشروط وثيقة الاتحاد التي اسست الدمج بين الهولنديين والبلجيك فيما يتصل بضمان التسامح الديني والمساواة التجارية قد يكون الباعث الاساسي للانفصال، فضلا عن تراخي دعم القوى الكبرى للاتحاد بعد انحسار مد التهديد الفرنسي لاوربا.
اما ما يشاع من ان التسوية الالمانية لم تحقق الحد الادنى من طموح الالمان في التوحد، فالواقع ان النمسا وبروسيا وسائر الدول الالمانية الاخرى لم تكن ترغب في التوحد، يشاركها في ذلك الدول الكبرى وفرنسا على وجه الخصوص التي كانت تخشى مجرد توسع بروسيا على حساب سكسونيا فكيف بالوحدة الالمانية الشاملة وما قد يعنيه الامر من قلب ميزان القوى الاوربي غير ذلك الذي اريد لاوربا. ان ما تمكن تحقيقه ساسة فينّا هو حل توفيقي بين مطاليب الامراء والملوك الالمان وسائر دول اوربا الكبرى في الابقاء على استقلال الدول الالمانية وبين رغبات الشعب الالماني في الحصول على شكل من اشكال التوحد، وهذا ما حصل - رغم المثالب - حيث ابيح تكوين جمعيات تمثيلية لعموم الدول الالمانية وتمتع رعايا بعض الدول بالكثير من الحقوق الاساسية فيما يتصل بالحريات الشخصية وحق التملك، وحرية الصحافة والنشر.
اما تسوية ايطاليا، فيبدو انها اكثر الاجزاء من التسوية الاقليمية اثاره للتساؤل ولامتعاض في اوربا الغربية. فبستثناء مملكة سردينيا ولدول البابوية، فأن ايطاليا قد جرى التخلي عنها وبشكل كامل اكثر من قبل الى الحكم الاجنبي، حيث بلورت التسوية الايطالية ما يعرف (بمركب الجريمة) والذي تكون من مخاوف المؤتمرين من فرنسا والرغبة في تعويض النمسا. اذ نتج عن ذلك المركب منح جنوا الى سردينيا املا في تدعيمها ضد فرنسا، في حين سلمت البندقية الى النمسا بالاضافة الى الشمال الايطالي تفعيلا لمبدأ التعويض والشرعية.
اما تسوية بولندا والتي اثارت استياء احرار اوربا وخيبت امال البولنديين أنفسهم، فيبدو انها كرست واقع التجزئة وضياع بولندا، الا ان واقع الدولة البولندية الجديدة تحت التاج الروسي ربما يقدم ضمانا مستقبليا للوحدة القومية وضمانا للرعايا البولنديين في الحصول على بعض الحقوق المدنية والدستورية اكثر مما هو الحال في بقاءها مجزءة بين دول روسيا والنمسا وبروسيا في ظل تقسيمات 1772-1793، 1795.
اما فيما يتصل بمنح النرويج الى السويد وعد ذلك نقضا لرغبات سكانها، فيبدو ان الامر قد جرت المبالغة فيه. اذ ان النرويج لم تكن في وضعها السابق مستقلة عن الدنمارك، بل كانت تابعة لها، اما وقد الحقت الى السويد بموجب تسوية فينّا، فان ذلك قد تم بموجب قانون الاتحاد الذي أعلن أن الوحدة قد انجزت ليس بقوة السلاح وانما بالقناعة الحرة، حيث اصبح للنرويج حكومتها الخاصة وبرلمانها المنتخب، وجيشها وبحريتها الخاصين، الامر الذي ارضى النرويجين الى حد ما، خصوصا وان اتحادهم الجديد قد ضمنته الدول الكبرى، مما يفسر استمرار بقاءه حتى مطلع القرن العشرين بدون مشاكل ملحوظة.
وعلى الرغم من ان آلية المؤتمر قد اقرت مشاركة الدول الصغرى كأعضاء فاعلين فيه، الا ان الاربعة الكبار ثم الخمسة بعد انضمام فرنسا قد هيمنوا على اعمال المؤتمر، حيث شكلت تسويات المؤتمر نتاج اتفاق اراء الخمسة الكبار اكثر من ان تكون نتاج جلسات عامة بكامل الاعضاء (لم تعقد جلسه واحد كاملة لاعضاء طيلة شهور انعقاد المؤتمر )، كما ان انظمام اسبانيا والبرتغال و السويد الى الخمسة الكبار لم يغير من واقع هيمنته الخمسة على المؤتمر، اذ يبدو ان المشاكل الداخلية للدول الثلاث هذه قد انعكست على مواقفها ومواقعها في المؤتمر.
ومع ان اعمال المؤتمر قد تناولت علاج طائفة كبيرة من المشاكل الاوربية، الا ان هذه العلاجات قد اقتصرت على ما يبدو على بؤر النزاع المتفجرة، حيث تركت قضية عصيان الممتلكات الاسبانية في امريكا الجنوبية وشؤون الدولة العثمانية خارج حدود اعمال المؤتمرين، الأمر الذي ترك الابواب مفتوحة لكل احتمالات التوتر والنزاع وهذا ما حصل في العقد الاول بعد 1815.
لقد كان متوقعا ان يجري انجاز التسوية الاقليمية بسرعة، الا ان تعقد مشاكل المؤتمر وبروز الحاجة - مع مرور وقت المؤتمر - لارساء دعائم قانون دولي جديد قد اخر اعماله لغاية حزيران 1815، كما ساهم هروب نابليون من البا في تأخير انجاز اعمال المؤتمرين، فضلا عما سببه من ظهور توجه جديد لدى ساسة الدول الكبرى في ضرورة اعادة الحساب فيما اتفقوا عليه، اذ بدى لهم ان التسويات التي اختطوها قد لا تكون رادعة بشكل كاف لفرنسا وان الحاجة اصبحت ما سة مرة اخرى لتعزيز السلام هذه المرة بعد ان جرىايقافه بتوقيع معاهدة باريس 1814.
وعلىاية حال تبلورت الاتجاهات الجديدة.0 فضلا عن مخاوف الحلفاء والتحفظات على بعض ما ورد في التسوية الاقليمية عن ظهور ما يعرف تاريخيا بنظام المؤتمر. اذ رغم ان هناك القليل مما يمكن ان يقال عن ان هذه الاحلاف والمؤتمرات التي كونت هذا النظام كانت مصاغة ومعقودة بصورة نظام او مجموعة متماسكة من الافكار والمبادئ، فضلا عن عدم وجود اتفاقا واضحا ومحدداً بين الدول الكبرى لغاية وهدف هذا النظام، وعدم وجود منظمة دائمية للتعاون كالتي اسست بعد الحربين العالمتين الاولى والثانية، الا ان اساس التعاون الدولي الذي أطر العلاقات الاوربية بعد 1815 قد يكون مرده ايمان القوى الكبرى بان التحالف الذي اكسب الحلفاء الانتصار والسلام في الحرب ضد نابليون هو وحده الكفيل بالمحافظة على استمرار وبقاء هذا السلام.
تمخضت التوجهات الجديدة عن ميلاد وثيقتين مهمتين هما التحالف المقدس، والتحالف الرباعي اسستا رؤيا جديدة للتعاون الدولي دعما لسلام والاستقرار، الا ان التمعن بمضمون وثيقة التحالف المقدس وتصوفها الغامض والتحالف الرباعي وعمليتها الباردة قد يكشف ان كلا الوثيقتين قد تركتا كل شيء غير مؤكد. اذ لم يكن من الواضح أي من هذه الوثيقتين سوف يخدم ليكون الاساس الذي يبنى فوقه التعاون الدولي ولاسيما اذ ماتذكرنا ان عصبة الامم والامم المتحدة كانتا تستندان الى ميثاق لكل منهما، وعلى هذ، يرى البعض ان فشل نظام المؤتمر في النهاية قد يكون سببه افتقاره الى اساس ومرجعية قانونية واحدة وواضحة.
وعلى الرغم من الافتقار للاساس القانوني، الا ان التعاون بين الدول الكبرى قد استمر، ويبدو ان مرد ذلك هو عدم وجود مشاكل خطيرة تجبر الحلفاء على اتخاذ قرارات حاسمة. الا ان الامر قد تغير على نحو واضح بعد ظهور مشاكل الثورة الاسبانية والنابولية حيث اصبح لزاما على زعماء المحفل الاوربي الجديد ان يقررو ما يمكن عمله تجاه هذه المشاكل. وتأسيسا على ذلك، وقفت الدول الاوربية الكبرى على مفترق الطرق عندما اصبح لزاما عليها معالجة ماطرأ على الساحة الاوربية من مستجدات بالاستناد الى مرجعية قانونية. حيث نتج عن الاختلاف في الرؤيا للحل بروز محورين مميزين بشكل واضح اكثر من قبل: الاول يضم روسيا والنمسا وبروسيا حيث استصدرو بروتوكول تروباو ليمثل بذلك الوثيقة الاساسية والحقيقية للتحالف المقدس (وليس النص الاصلي)، فضلا عن كونه الاساس القانوني للحل المزمع، اذ اجاز البروتوكول ارسال الجيوش والتدخل في الدول التي تعاني مخاض الثورة ضد الحكومات الشرعية. اما المحور الثاني فكان يظم بريطانيا وفرنسا حيث اتفقت اراءهما في ان مرجعية كل عمل قد تقوم به القوى الكبرى يجب ان يكون بالاستناد الى معاهدة شومون ومعاهدتي باريس الاولى والثانية وتسوية فينّا والتحالف الرباعي لعام 1815، اذ تمسك ساسة الدولتين بان التحالف الرباعي قد اجاز عقد مؤتمرات دولية تكرس للنظر في المصالح المشتركة، ومن اجل تفحص الاجراءات الضروية لاستقرار وازدهار الشعوب، ومن اجل المحافظة على السلام. الا ان ما يحدث من ثورات في اسبانيا وامريكا اللاتينية ونابولي لا يهدد ديمومة الاستقرار والسلام، كما ان قمع الثورات ليس مصلحة مشتركة كبرى بين الحكومات، وهكذا اصدر كاسلريه مذكرته الحكومية في آيار 1820 لتكرس هذه التوجهات في صيغة اشبه بالقانونية لتشكل هي الاخرى الاساس القانوني للحلول المزمعة مقارنة بأسس حلول بروتوكول تروباو.
وهكذا فان فرصة التعاون بين الدول الاوربية الكبرى اخذت تتضائل في ضوء تحديد وتعريف مفهوم التحالف المقدس في ضوء بروتوكول تروباو، وتعريف التحالف الرباعي في ضوء مذكرة كاسلرية ايار 1820، حيث تبلور نتيجة هذا التعارض في مفهوم التحالف كتلتان كما سبق الحديث. وعلى الرغم من هذا التقسيم وتمحور الدول الأوربية الى مجموعتين، الا ان صداما مسلحا لم يحدث بينهما، ولعل السبب وراء ذلك، هو ان كل مجموعة لم تكن متوحدة اساسا في كل اهدافها وتوجهاتها مما جعل التحالف بين اعضاء كل مجموعة تحالفا هشا تسوده الشكوك وتغلفه المخاوف. فعلى الرغم من ان مجموعة التحالف المقدس قد ظهرت على الساحة السياسية الاوربية بصفهتا جبهة قوية مضادة للثورات، الا ان وراء هذا المظهر الخادع كان التنافس التاريخي محتدما بين روسيا والنمسا في البلقان من جهة والتنافس النمساوي البروسي في المانيا من جهة اخرى. اما المجموعة الثانية، فيبدو ان جبهتها القوية والمتماسكة كانت مبنية على اقرار فرنسا بقوة وهيمنة بريطانيا، وتنازلها عن موقعها كدولة عظمى، الا انه طالما ان فرنسا مازالت تتمتع بمزايا الدولة العظمى مع ما يوفره الاعتراف الدولي بذلك، فان التعاون الانكلو – فرنسي قد لا يعول عليه كثيراً، وبالتالي تعرض الجبهة البريطانية الفرنسية للتصدع.
ومع ذلك، فالواقع ان المحفل الاوربي، كان اول عملية لتنظيم اوربا وتسييس شؤونها في زمن السلم رغم الاختلافات في المصالح ولاختلافات اللغوية والقومية وحتى الثقافية حيث نتج عن هذا الجهد الدولي خلق جيل من السلام والاستقرار في اوربا بعد ان حرصت دول المحفل على تطبيق بنود معاهدات تسوية 1815 رغم اختلافها في ستراتيجيات التطبيق. على اننا يجب ان لاننسى اخيرا، ان تسوية فينّا الاقليمية كانت هي الاساس في شيوع السلام في القارة الاوربية لمدة قرن تقريبا، اذ لم تحتوِ فقراتها على بذور او ذريعة لحرب مستقبلية بين الدول الكبرى، كما انها لم تحتوِ أي مظلمه رئيسية حتى للدول المهزومة. وقد يضاف الى ذلك ان آثار حروب 1789- 1815 ضد فرنسا كانت ماثلة في اذهان ساسة اوربا طيلة النصف الاول من القرن التاسع عشر، الامر الذي عكس تصميم هؤلاء الساسة على تجنب كل ما من شأنه التسبب فا اثارة الحروب بين الدول.
تفصيل قائمة المصادر
 أولا : الوثائق المنشورة Published Documents
* A. Aspinall and E Anthony smith, English Historical Documents 1783-1832, (London, 1959).
* G. A. Kertesz, Documents in the Political History of the European Continent 1815-1939) Oxford, 1970(.
* Joel . H. Wiener, Great Britain Foreign Policy and the Span of Empire 1689-1971, Vol.1(New York, 1972).
* Mack Walker, Metternich’s Europe, (London, 1968).
* Michael Hurst, Key Treaties for the Great powers, 1814-1914, Vol.1 1814-1870, (Oxford, 1972
)
ثانيا : الكتب
1. الكتب العربية والمعربة.
* أ.ج كرانت وهارولد تمبرلي، اوربا في القرنين التاسع عشر والعشرين 1789-1950، ترجمة بهاء فهمي واحمد عزت عبد الكريم، (القاهرة، 1967).
* البيير سوبول، تاريخ الثورة الفرنسية من الباستيل الى الجيروند، ترجمة جورج كوكس، (بيروت، 1970).
* بيير رنوفان، تاريخ العلاقات الدولية 1815-1914، ترجمة جلال يحيى (القاهرة، 1968).
* جيفري برون، المدنية الاوربية في القرن التاسع عشر 1815- 1914، ترجمة محمد احمد علي (القاهرة، 1966).
* جلال يحيى، التاريخ الاوربي الحديث والمعاصر (الاسكندرية، 1983).
* ديتر فارني، موجز تاريخ سويسرا من البداية حتى يومنا هذا، ترجمة ضياء الدين محمد بدر (القاهرة، 1989).
* روبرت بالمر، تاريخ العالم الحديث، ج2، اوربا من 1740-1815، ترجمة حسن علي ذنون (بغداد، 1964).
* روبرت بالمر، 1789 الثورة الفرنسية وإمداداتها، ترجمة هنرييت عبودي، (بيروت، 1982).
* عبد العزيز سليمان نوار وعبد المجيد نعني، التاريخ المعاصر اوربا من الثورة الفرنسية الى الحرب العالمية الثانية (بيروت، 1973).
* عبد الحميد البطريق، التيارات السياسية المعاصرة، 1815-1960، (بيروت، 1974).
* فاضل حسين و كاظم هاشم نعمة، التاريخ الاوربي الحديث، 1815-1939، (الموصل، 1982).
* كارلتون هيز، التاريخ الاوربي الحديث، 1789-1914، ترجمة فاضل حسين، (الموصل، 1987).
* محمد قاسم واحمد نجيب هاشم، التاريخ الحديث والمعاصر، (القاهرة، 1973).
* ميلاد، أ. المقرحي، موجز تاريخ اوربا الحديث والمعاصر (بنغازي، 1998).
* نور الدين حاطوم، تاريخ الحركات القومية، ج1، (بيروت، 1967).
* هـ.أ.ل فشر، تاريخ اوربا في العصر الحديث 1789-1950، ترجمة احمد نجيب هاشم، (القاهرة، د.ت).
2. الكتب الانكليزية
* A.J Grant, Outlines of European History,(London, 1958).
* Andre Maurois, A History of France (New York, 1960).
* A.M . Newth. Britain and the World 1789-1901, (Middlesex, 1971).
* Arther May, The Age of Metternich 1814-1848, (New York, 1956).
* C.A. Macartney, the Habsburg Empire 1790-1918. (London, 1970).
* Crane Brinton, A Decade of Revolution 1789-1799. (NewYork, 1963).
* Derek Mckay and H.M. Scott, The Rise of Great Powers 1648-1815, (London, 1988).
* David Thomson, Europe since Napoleon, (London, 1958).
* David Thomson, England in the Nineteenth century1814-1914, (Penguin books, 1971).
* Donald S. Detwiler, Germany A short History. (Illinois, 1977).
* Donald .J. Harvey, France since revolution (New York, 1968).
* Edwin Dunbaugh, World History (NewYork, 1963).
* E.E. Hales, Revolution and papcy 1769-1846, (London, 1960).
* E. L. Woodward, A history of England (London, 1973).
* Federick B. Artz, Reaction and Revolution 1814-1832. (New York, 1963).
* Felix Markham, Napoleon, (London, 1966).
*Friedrich Meinecke, the Age of German Liberation 1795-1815,(California, 1977).
* F.H. Hinsley, power and the pursuit of peace, theory and practice in the History of Relations between states, (Cambirdge , 1967)
*Franklin L. Ford, Europe 1780-1830, (London, 1970).
*G. Barraclough, the origins of Modern Germany, (Oxford, 1957).
*Grant and Temperley, Europe in the Nineteenth century 1789-1914, (London, 1966).
*George Macaulay Trevelyan, British History in the Nineteen century and after 1782-1919, (London, 1948).
* G.W.T. Omond, Belgium and Luxem bourg, (London, 1923).
* H.J.Hobsbawin, The Age of Revolution, Europe 1789-1848, (London, 1972).
* Heinz Lubasz, Revolutions in Modern History, (NewYork, 1971).
* Henry W. Littlefield, History of Europe 1500-1848, (NewYork, 1955).
* Hugh Seton - Watson, the Russian Empire 1801-1917, (Oxford, 1967).
* H.T. Dickinson, Britain and French Revolution 1789-1815 (China, 1989).
* Hans Kohn, the Age of Nationalism, (New York - 1962).
* Harlod Nicolson, the Congress of Vienna, A study in Allied Unity: 1812-1822, ( London, 1947).
* H.G. Schenk, the aftermath of the Napoleonic wars, the Concert of Europe - An Experiment. (London , 1963).
* H. V. Livermore , A new History of Portugal, (Cambirdge, 1969).
* J.A. Rickard, History of England, (New York, 1953)
* J.A.R. Marriott, the Makers of modern Italy. Nopoleon and Moussolini, (London, 1937).
* J.A.R. Marriott, England since Waterloo, (London, 1946).
* J.A.R. Marriott, A History of Europe from 1815-1939, (London, 1956).
* J.A.R. Marriott, the Evolution of Modern Europe 1453-1939, (London, 1984).
* J. E. Rodes, Germany : a history (New York, 1964).
* John Steven Watson, the Reign of George 111, (Oxford, 1960).
* John Hall Stewart, the Restoration Era in France 1814-1830, (New York, 1968).
* James Butler, A History of England 1815-1939, (London, 1962).
* J.P.T. Bury, France 1814-1940, (London, 1956).
* Louis Gottschalk and Donald lach, Europe and the Modern world, (New York, 1951).
* Louis Gottschalk and Donald Lach, the Transformation of Modern Europe Vol.2, (Chicago, 1954).
* L.C.B. Seaman, From Vienna to Versailles, (London, 1955).
* Liewellyn Woodward, Prelude to Modern Europe 1815-1914, (London, 1972).
* Liewellyn Woodward, Age of Reform 1815-1870, (Oxford, 1962).
* Marshall Dill, Germany A Modern history (the University of Michigan press, 1961).
* Michael T. Florinsky, Russia A short history (New York, 1972).
* Melvin C. Wren, the Course of Russian History. (New York, 1968).
* M.S. Anderson, the Ascendancy of Europe 1815-1914, Aspects of European history, (London, 1972).
* M.D.R. Leys, Between two Empires, (London, 1955).
* M.C. Morgan, Freedom and Compulsion, A survey of European History between 1789-1939, (London, 1960).
* Norman Hampson, the first European revolution 1776-1815 (Norwich, 1969).
* Pieter Geyle, Napoleon For and Against, (London, 1949).
* Roger Mattam and Douglas Johnson, French History and society: the wars of religion to the fifth Republic, (Methuen, 1974).
* Robert M. Rayner, A. Concise History of Modern Europe 1789- 1914, (London, 1937).
* R.A. kaan, A history of the Habsburg empire 1526-1918, (University of Califorinia press, 1974).
* Rene Albrecht - Carrie, Europe after 1815, (New Jersey, 1959).
* Rene Albrecht - Carrie, A Diplomatic History of Europe since the Congress of Vienna, (New York, 1958).
* R. J. White, Waterloo to Paterloo, (penguin Books, 1968).
* R.F. Leslie, the Age of Transformation 1789-1871, (London, 1964).
* Tim Chapman, the Congress of Vienna, (New York, 1998).
* Thomas C. Mendenhall, Basil. D. Heuning, Archibald S. Foord The Quests for A principle of Authority in Europe 1715- present, (New York, 1960).
* W.F. Reddaway, A History of Europe 1715-1814, (London, 1951).
* William Harbutt Dawson, the German empire 1867-1919 and the Unity movement, (London, 1966).
* William Maehl, Germany in western civilization (the University of Alabama press, 1977).
* William carr, A History of Germany 1815-1945, (London, 1974).
* William Harrison Woodward, A short History of the expansion of the British empire 1500-1830, (Cambirdge, 1952).
ثالثا : البحوث
* صالح محمد العابد، حركة الانبعاث الايطالية، مجلة المؤرخ العربي (العدد 40-1981)
رابعا : الرسائل الجامعية
* احمد ناطق ابراهيم. مضائق البسفور والدردنيل 1774 - 1815، رسالة ماجستير غير منشورة، (كلية التربية ابن رشد جامعة بغداد، 2003).
خامسا : الموسوعات والقواميس.
أ. العربية
* الان بالمر، موسوعة التاريخ الحديث، ترجمة سوسن فيصل السامر ويوسف محمد امين، ج1، (بغداد، 1992)
ب. الاجنبية

 Clarence L. Barnhart, the New Century Cyclopaedia of Names (New Jersey, 1954).
* J.A. Simpson and E. S. C. Weiner, The Oxford English Dictionary, 2nd. ed., Vol, v, (Oxford, 2000).

* The New Encyclopaedia Britannica, Vol. v, (London, 1982).      
* The New Encyclopaedia Britannica, Vol. 12, (Chicago, 1985).   سادسا : مواقع الانترنيت :
                                      http:// flagspot. Net / flags /it - trapa .html.
 http:// flagspot. Net / flags /it - cispa .html.                                     
 http: // www. Londra web . com / Italy : 20 under 20 Napoleon htm. http: // www. corner . org / hists/europe/congress- htm.                   http: // en – wikipedia . org /wiki/ Alexander-1- of Russia Abstract                                                                    
Congress of Vienna 1814-1815                          
This is a study of one of the most important European congresses held during the nineteenth century, namely the congress of Vienna. This congress was held in Vienna during the years 1814-1815 after the collapse of Napoleon to settle numerous problems, particularly of frontiers due to the fact that map of Europe several times redrawn in the years 1792-1814.
The sources on which this study is based on range from published documents to documentary books which have used documents mainly secondary books. These books are written in Arabic and English languages.
This study is divided into an introduction, three chapters and a conclusion, chapter one deals with the consequences of the French-European wars concerning Napoleon’s attempts to dominate Europe through incorporating some of its parts into France or creating satellite states ruled by his brothers and relatives. The importance of studying such political, territorial changes in Europe lies in the fact that it will be a prelude to the second and third chapters of this work.
Chapter two deals with territorial settlement made by peace makers of Vienna 1814-1815. It sheds light on the historical origins of the settlement, the causes of choosing the capital of Austria to be the place of holding this congress, the delegations of European states that participated in its negotiations, the Bases and principles that guided its settlements, the difficulties and even political conflicts that raised through its long and complex deliberations. Also, this chapter gives details about Polish-Saxony, German, and Italian settlements and the gains of the victorious powers that get as rewards for their sacrifices and long struggle against Napoleonic France.
Chapter three focuses on procedures used by Great Powers to maintain Vienna settlement and keeping Europe safe from any possible revolutionary convulsions. These procedures consist of six diplomatic activities: the first two is Holly and Quadruple alliances, which each aimed at forming a united front to keep peace and tranquility in Europe but in different mechanisms and strategies. While the other four, each handled special problems.
Aix la Chapelle conference 1818, treated withdrawing of foreign troops from France and restoring its position as a great power within European concert. Troppau and Laibach conferences dealt with revolutions happened in Napoly and Piedmont. As a result in, Austria authorized by the allied power to send her troops to above mentioned areas and successfully restored order there.
Verona conference 1822 dealt with Spanish and Greek revolutions that activated in 1820 and demanded a concerted effort to stop their probable consequences on peace of Europe. The outcome of Verona negotiations gave France green light to invade Spain and restore her king Feirdenand VII to his throne.
Finally, the dominant motive among the great powers during years between 1814-1822 was the desire to avoid another generation of political and social upheaval on the scale of 1789-1815. However, the Vienna settlement and its congress system was designed to prevent not only revolutions and constant warfare in the future, but also the domination of one power of Europe, to create lasting balance of power, which it was believed would be the best guarantee of future peace. But since each state perceived the balance of power in different terms, the details of the settlement proved a fertile source of disagreements, especially as the peace makers suspicious of each other. As a result, Europe lived a series of revolutions of 1830 that proved the urgent need to modify the whole system of peace and modernize its mechanisms and strategies.
 
CONGRESS OF VIENNA                             
1814 - 1815                                         
Thesis Submitted By                                 
ZAYDAN HASSAN HAWI AL-SHWELI              
T0 The Board Of College Of Education                
(Ibn Rushud) – Baghdad University In Partial Fulfillment of the Requirements for The Degree of Master Of Arts In Modern History
Supervised By                                               
PROF. DR. YAKTHAN SA’ADON AL- AMIR      
        
1425 A . H BAGHDAD 2004 A . D      
 تخريج وتوثيق الرسالة
مؤتمر فينّا 1814 – 1815، رسالة تقدم بها زيدان حسان حاوي الشويلي إلى مجلس كلية التربية – ابن رشد – جامعة بغداد وهي جزءٌ من متطلبات نيل درجة الماجستير آداب في التاريخ الحديث، بأشراف الأستاذ الدكتور يقظان سعدون العامر الظالمي، 1425هـ 2004م بغداد.
- العرض الالكتروني والاعلام والتبادل العلمي: ببليوغرافيا إراكي
 
http://alsafeerint.blogspot.com
alsafeerint@yahoo.com
TEL: 964 - 07901780841
P.O BOX 195
BAGHDAD IRAQ

ليست هناك تعليقات: