السبت، 6 فبراير 2010

طه باقر حياته وآثاره (عرض كتاب).






المقدمة
بلا شك إن مقدمات عموماً تهدف إلى تعريف القارئ بالغرض من تأليف تلك الكتب وبالمنهج الذي سيسلكه المؤلفون في عرض مادتهم. وما دام كتابنا هذا مخصص لعرض سيرة ذاتية للأستاذ طه باقر، فلم يبق أمامي لذكره في هذه المقدمة سوى الغرض، أي السبب المباشر الذي دفعني لقبول الكتابة عنه.
من خلال دراستي لتاريخ العراق القديم تعرفت على ما كان يفعله المثقفون والكتبة اتجاه أساتذتهم، حيث إن احترامهم وتقديرهم لهم كان يلزمهم بذكر أسماء أولئك بدلاً عن أسماء آبائهم الحقيقين في أي مجال يذكرون فيه أسماءهم. وهذه الحقيقة ولا شك تشعرنا كم إننا مقصرون في الوقت الحاضر تجاه أفضال أساتذتنا علينا. وفيما يخص الأستاذ طه باقر فان احترامي له يجب ان يكون اكبر من احترام بقية الطلبة الذين درسوا على يديه، لأنه لم يكن أستاذي في كلية الآداب فقط، بل كان مديري في الوقت نفسه، وعلاوة على ذلك فقد كان له الفضل الكبير في حصولي على البعثة لدراسة اللغات القديمة في جامعة هايدلبرك في المانيا الغربية، ولهذا فان مكانة الأستاذ طه باقر بالنسبة لي لا يكفيها ان يحل اسمه محل اسم والدي، ولذلك كلما أحاول الحديث عنه اجد نفسي ملزماً في إيجاد أوصاف مختارة لا اعبر بها عن مكانته في نفسي. وفي الحفل الذي أقيم لتكريمه في الأول من تشرين الأول من عام 1979م في المؤسسة العامة للآثار والتراث اخترت الوصف الذي ذكره الأمير كوديا 2144-2124 ق.م للآلهة "كاتوم- دوك" وهو يؤدي الصلاة في محرابها، ومفادها:
ومع ذلك لم اشعر يوماً أنني قد وفيت دينه علّي، ولذلك فان سعادتي حالياً كبيرة جداً بعد ان توفرت الفرصة للكتابة عن استاذي القدير، الأستاذ طه باقر، لكي اتمكن من رد بعض من فضله علّي، هذا وأرجو من القارئ الكريم ان لا يعتقد بان ما سيقرأه يمثل وجهة نظري في هذا الكتاب عن الأستاذ طه باقر يمثل حقيقته الكاملة، بل عليه ان يعلم بأن ما سيقراه يمثل وجهة نظري فقط عن هذا الأستاذ الكبير، حيث طلب مرة من العالم اينشتاين ان يلخص نظريته النسبية بجمل معدودة، فأجاب: لو القى رجل يركب طيارة حجراً إلى الأرض فانه سوف يرى بأن الحجر يسقط بشكل عمودي إلى الأرض، إما الشخص الواقف على الأرض فانه يرى سقوط الحجر بشكل منحرف. ولو قدر لشخص خارج مجال الكرة الأرضية لان يرى سقوط الحجر، فسوف يرى سقوطه بشكل متعرج. وبعد ذلك يتساءل العالم اينشتاين عن الكيفية الحقيقية التي سقط فيها الحجر. أما جوابه فقد كان: انه من العبث إثارة مثل هذا السؤال، لان الحجر في الحقيقة يسقط بهذه الإشكال المختلفة، وكل شكل يعتمد على الزاوية التي ينظر من خلالها لسقوط الحجر.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة فقد أيقنت أنني مهما أحاول إظهار حقيقة هذه الشخصية الجليلة، فأنني مع ذلك لا أتمكن من إظهار جميع جوانبها، لان الزاوية التي أرى من خلالها الأستاذ طه باقر لا تمكنني من رؤية بقية الجوانب الأخرى.

***
**
*

تفصيل تخريج الكتاب

د. فوزي رشيد، طه باقر حياته وآثاره، طباعة ونشر دار الشؤون الثقافية العامة "آفاق عربية"، العراق- بغداد/اعظمية، الطبعة الأولى، 1987م.



***
**
*

تفصيل فهرست الكتاب
المقدمة،
"دور الشخصية ومكانتها في الحياة"، ترجمة حياة الأستاذ طه باقر، استقباله من قبل أهالي الحلة، المناصب والوظائف، خدماته خارج القطر، مساهماته في المؤتمرات الآثارية وغيرها، تكريمه الأستاذ طه باقر، كلمة المؤسسة العامة للآثار والتراث، كلمة قسم المسماريات، عدد خاص من مجلة كلية الآداب عن الأستاذ طه باقر، ابحاثه ومؤلفاته، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ملحمة كلكامش، المرشد إلى موطن الآثار والحضارة، مقدمة في أدب العراق القديم، موجز في تاريخ العلوم والمعارف في الحضارات القديمة والحضارة الإسلامية، الكتب التي ترجمها، مساهماته في الكتب المنهجية، مقالاته في مجلة سومر، نتائج تنقيبات الحكومة العراقية في عقرعقوف، أصل الحروف الهجائية وانتشارها، ديانة البابلين والآشوريين، شرائع العراق القديم، الإعلان عن قانون جديد، قانون ايشنونا، معابد العراق القديم، الخليقة واصل الوجود نصوص من الأدب العراقي القديم، علاقة العراق القديم وبلدان الشرق الأوسط، علاقات بلاد الرافدين بجزيرة العرب، لوح رياضي على نظرية لإقليدس من تل حرمل مع مقدمة في العلوم الرياضية في العراق، ملحمة كلكامش والطوفان، استنتاجات وتعليقات على آداب العراق القديم، دراسة في النباتات المذكورة في المصادر المسمارية، عقائد سكان العراق القدماء في العالم الآخر، التقديم لمجلة سومر، تواريخ قوائم بتواريخ من تل حرمل، تقرير حول مجموعة من النصوص المسمارية غير المنشورة في المتحف العراقي، الحكومة العراقية تعمل حفرة اختبارية في تل الدير، الحفريات في تل حرمل، كسر لتمثال من حجر الديوريت للملك كوري كالزو- في المتحف العراقي، مقالات الأستاذ طه باقر في مجلة (العاملون في النفط)، كتاباته في ليبيا، الأدوار الحجرية في شمالي إفريقيا وليبيا، مواقفه من بعض إعمال الصيانة، مقالاته في مجلة آفاق عربية، مقالاته في مجلة المجمع العلمي العراقي، مقالاته في المجلات الأخرى، مواقفه المتميزة، الجملة ذات المفعولين كالمرأة المتزوجة برجلين، تدهور صحنه، الراحل لم يغادر، نعي عضو في اتحاد المؤرخين العرب، كلمة الدكتور حسين علي محفوظ.

***
**
*

قارئ الطين

لان طه باقر- الراحل ابداً بين الحرف والحجر، استطاع إن يكشف ويجعل للأحجار لغة فيها عطاءات اجيال مختلفة.. ولأن جعل من عقله ووجوده وشاغله الأساس البحث عن سبل نتنفس من خلاله الماضي.. جاء هذا الكتاب عنه.. ليكن الأول عن حياة وفكر هذا الرجل.. طه باقر.

ليست هناك تعليقات: