الخميس، 15 أكتوبر 2009

أساليب الدعاية الأمريكية والعراقية في حرب الخليج الثالثة (دراسة مقارنة)

لقد أكدت البحوث منزلة الدعاية في الحياة السياسية للدول والمجتمعات وفي سلم الأنشطة الاتصالية، كما أكدت حجم حضورها على الساحة الدولية فأصبحت الدعاية اليوم أكثر من الأمس في صلب الصراع الفكري والمعلوماتي.
والعلاقة بين الدعاية والحرب قائمة منذ زمان بعيد إذ لطالما شكلت الدعاية أداة فعالة في الحروب وأداة هجوم ودفاع، متساوية أحيانا من حيث التأثير مع أدوات القتل والتدمير بل ربما تتجاوز اعتى وسائل التدمير لكونها قد تنفذ الى العقول التي تتحكم بكل شيء.
وإثناء الحروب تفرض الصراعات الساخنة قوانينها ونواميسها الخاصة على جميع الإطراف المتداخلة في النزاع لكنها تثير في الوقت نفسه على المستوى الإعلامي إشكاليات مهنية حساسة بالغة الأهمية والتعقيد.
ومع بدء الحرب تطلق من جنباتها حملات الترهيب والتضليل والتشويه السافر للحقائق والتلاعب المنظم بجميع مصادر المعلومات، ومن ثم تصبح جزءا لايتجزأ منها، أي الحرب. لذلك يهدف هذا البحث الى الكشف عن صفحة مهمة من صفحات الحرب الدعائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، وبالمقابل كشف صفحة أخرى مهمة من صفحات الصراع الدعائي وأثاره على كلا الجانبين والنتائج التي ترتبت عليه.
واختيار دراسة أساليب الدعاية في حقبة الحرب التي امتدت من(20/3/2003 ولغاية 8/4/2003) لم يأت اعتباطاً بل جاء نتيجة لرغبة واهتمام تولد لدي منذ مرحلة الدراسة الجامعية الأولية نحو الخوض في حقل الدعاية بوصفه حقلاً مهماً بالقياس الى حقول أخرى عديدة والحمد لله قد تحقق هذا الأمر في هذا البحث.
وبرغم المشكلات والصعوبات التي واجهتني في هذا البحث وبالأخص فيما يتعلق بالجانب العراقي من حيث قلة المصادر الخاصة بالدعاية العراقية لدرجة أنني اضطررت الى الاعتماد على المقتطفات أو الإشارات البسيطة التي تضمنتها بعض البحوث والدراسات..فضلاً عن صعوبة الحصول على التصريحات العراقية بعدما تعرضت اغلب إن لم نقل جميع المؤسسات الإعلامية الى السرقة والحرق مما جعل من إمكانية الحصول على هذه التصريحات امراً مستحيلاً ولولا مساعدة البعض لي لما كتب لهذا البحث الخروج الى النور.
***
تخريج الرسالة
العنوان: أساليب الدعاية الأمريكية والعراقية في حرب الخليج الثالثة، دراسة مقارنة للأساليب المستخدمة للمدة من 20/3/2003 لغاية 8/4/2003.
الباحثة: سحر خليفة سالم
السنة:2005
قدمت: الى كلية الإعلام /جامعة بغداد
عرض ومطالعة ونشر الكتروني: السفير انترناشونال للعلوم والدراسات الإنسانية، ضمن مشروعها: أراكي أبجدية الحرف والكتابة والتدوين، بغداد تكتب.. تطبع.. تقرأ.
العنوان المباشر: بغداد – مجمع باب المعظم – مجاور كلية الهندسة الجامعة المستنصرية – مقابل مرآب باب المعظم.
alsafeerint@yahoo.com
TEL: 964 7901780841

***
محاور الرسالة:
الفصل الأول/ الإطار المنهجي: أهمية البحث، مشكلة البحث، الدراسات السابقة، الفروض، منهج البحث، المفاهيم.

الفصل الثاني/ الدعاية وأساليبها:
المبحث الأول: الدعاية، مدخل: الدعاية، أهداف الدعاية، قوانين الدعاية، تخطيط العملية الدعائية، مبادئ الدعاية الناجحة، الحملات الدعائية، الدعاية المضادة.
المبحث الثاني: أساليب الدعاية، أساليب الدعاية: مدخل تاريخي، الأسلوب والدعاية، أنواع الأساليب الدعائية.

الفصل الثالث/ منطلقات الدعاية الأمريكية والعراقية
المبحث الأول: الدعاية الأمريكية..مقدمة، فلسفة الدعاية الأمريكية، الدعاية الأمريكية والإعلام المهيمن، الأساليب الدعائية الأمريكية في الحروب الأمريكية، الدعاية والعلاقات الأمريكية- العراقية، أساليب الدعاية الأمريكية خلال حرب الخليج الثانية1991، إحداث 11 ايلول2001، التهيئة للحرب على العراق.
المبحث الثاني: الدعاية العراقية، مقدمة، فلسفة الإعلام والدعاية العراقية، الإعلام والدعاية العراقية في حرب الخليج الثانية، العراق بعد إحداث 11/ أيلول/2001، العراق وحرب الخليج الثالثة.

الفصل الرابع/ إجراءات البحث وأدواته
الفصل الخامس/ دراسة ميدانية: مقارنة الأساليب الدعائية الأمريكية والعراقية في حرب الخليج الثالثة.
الفصل السادس/ النتائج والتوصيات.
المصادر والمراجع، الملاحق، ABSTRACT

***

الخاتمة: نتائج ومعطيات الدراسة
أفرزت عملية التحليل والتفسير نتائج عدة وأكدت على الأساليب التي مورست من قبل الأمريكيين والعراقيين في نطاق الصراع الذي توج بالاحتلال العسكري.وكانت في مقدمة النتائج التي خرجت بها هذه الدراسة تتمثل في:
1) اظهر التحليل وجود أساليب دعائية متشابهة بين الجانبين الأمريكي والعراقي وهي أساليب (الكذب، التكرار، التشويه، الإجماع، التضخيم والمبالغة، إطلاق التسميات، التخويف) وقد جاءت هذه الأساليب بنسب متفاوتة.
2) كان للدعاية وأساليبها دور كبير في حرب الخليج الثالثة فقد اعتمد كلا الطرفين عليها بشكل واضح في تصريحاتهم وان اختلف حجم هذا الاعتماد فقد تفوقت الدعاية الامريكية على الدعاية العراقية في حجم استخدامها للدعاية في التصريحات الرسمية تمثل ذلك في عدد تكرارات الجانب الامريكي التي وصلت الى (1218) بينما وصلت تكرارات الجانب العراقي الى(777).
3) أظهرت نتائج التحليل ان أمريكا اعتمدت في منطقها الدعائي على أسلوب الترغيب والكذب على المجتمع الدولي، فقد حاز أسلوب الترغيب في الدعاية الأمريكية على اعلى نسبة (20.6%) فيما حقق الكذب المرتبة الثانية بنسبة (14.3%)، وحاز أسلوب التخويف ادنى نسبة(2.4%) في الدعاية الأمريكية.
4) ان قضية أسلحة الدمار العراقية وخطرها على المدن الغربية من اهم عناصر الدعاية الأمريكية في الحرب والأكثر تأثير في الرأي العام، اذ وظفت قضية الأسلحة هذه ضمن أسلوب الكذب محققة نسبة(14.4%) فيما حققت ضمن أسلوب التشويه نسبة(17.65%) وحققت في أسلوب التخويف نسبة قدرها(23.3%) وضمن أسلوب التبرير حققت على نسبة قدرها(32.9%)، فالملاحظ ان قضية أسلحة الدمار الشامل العراقية تم توظيفها ضمن أكثر من أسلوب ولتحقيق اكثر من هدف.
5) برزت خلال هذه الحرب أنشطة متنوعة للدعاية للحرب فقد تعددت الأهداف والتبريرات من قبل الدعاية الأمريكية فأعلنت الأعمال الحربية على انها تدخلات إنسانية لإحداث (تغير النظام في العراق) و(استعادة الديمقراطية) و(نزع اسلحة الدمار الشامل)و(تحرير العراق) وقد ابرز التحليل احتلال الفئة المتضمنة (تحرير العراق) اعلى نسبة ضمن أسلوب الكذب محققة نسبة قدرها(26.4%).
6) افرز التحليل تركيز الدعاية الأمريكية على الترويج لفكرة الحرب النظيفة والدقيقة وعديمة الدماء التي تتحاشى اصابة المدنيين اذ ظهر ذلك ضمن فئات أسلوب الكذب محققة نسبة قدرها(20.1%).
7) بين التحليل اعتماد الدعاية الأمريكية على أساليب سبق ان استخدمتها الدعاية النازية بالتركيز على شخص واحد (شخص صدام) والاعتماد على قاعدة كسب اجماع عالمي وعلى التضخيم والمبالغة من خلال تضخيم قوة العدو وأسلحته التدميرية لتضخيم بالتالي أهمية الانتصار عليه فقد ظهر أسلوب شخصنة العداء بنسبة قدرها(8.5%) فيما حقق أسلوب الإجماع على نسبة(6.3%) وحقق أسلوب التضخيم والمبالغة على نسبة(5.9%) بين اساليب الدعاية الامريكية.
8) افرز التحليل اعتماد الدعاية الأمريكية على أسلوب الاستمالات العاطفية اذ حقق هذا الأسلوب على نسبة قدرها(8.1%) وذلك بالتركيز على مخاطبة الشعب العراقي.
9) بين التحليل الخاص بالجانب العراقي اعتماد الدعاية العراقية في الحرب على أساليب دعائية معروفة وشائعة كالتكرار اذ حقق هذا الأسلوب اعلى نسبة بين أساليب الدعاية العراقية قدرها(12.1%) فيما حاز أسلوب الكذب على ادنى نسبة وقدرها(2.7%).
10) ان الدعاية العراقية اعتمدت على أساليب دعائية مضادة في مقدمتها الرد سريعاً على الادعاءات الأمريكية بتفنيد تلك الادعاءات وكشف نواياهم والتشكيك بصدق ما تروج له الدعاية الأمريكية، اذ حقق أسلوب كشف نوايا الخصم نسبة قدرها(11.2%) محتلا المرتبة الثانية فيما حصل أسلوب تفنيد ادعاءات الخصم على نسبة قدرها(10.8%) محتلا المرتبة الثالثة من بين أساليب الدعاية العراقية وابرز ما جاء ضمن كشف نوايا الخصم التركيز على ان اهداف أمريكا الحقيقية والخفية من الحرب هي النفط وصياغة المنطقة لصالح (اسرائيل).
11) استهدفت الدعاية العراقية اثارة الدوافع الوطنية والقومية والإسلامية لدى العرب والمسلمين في العالم عبر اعتمادها على أسلوب شحذ الهمم الذي حقق نسبة قدرها(10.7%).
12) جاء الخطاب العراقي اثناء الحرب في جانب منه خطاب تحريضي انفعالي ينم عن اتجاه عاطفي يبتعد عن الأساليب العقلية التي تتطلبها المواجهة الدعائية اذ اظهر التحليل حصول أسلوب التحريض على نسبة قدرها(10.3%) محتلا المرتبة الخامسة بين أساليب الدعاية العراقية.
13) افرز التحليل ظهور أساليب مشتركة بين الجانبين الأمريكي والعراقي منها أسلوب التخويف الذي اعتمدته الجانب العراقي اكبر من الجانب الأمريكي اذ حقق التخويف في الدعاية العراقية نسبة قدرها (9.1%) فيما حقق التخويف عند الدعاية الأمريكية نسبة قدرها(2.4%).
14) افرز التحليل ايضا اعتماد الدعايتين الأمريكية والعراقية على أسلوب إطلاق التسميات، اذ ظهرت مصطلحات جديدة في هذه الحرب روج لها الخطاب العراقي مثل (الأوغاد، العلوج، عصابة الأشرار الدوليين) كما ظهرت مصطلحات جديدة في الخطاب الأمريكي مثل (خلايا الرعب، فرق الموت) وغيرها وكان الاعتماد على هذا الأسلوب مختلفاً بين الجانبين اذ ظهر في الخطاب العراقي بنسبة قدرها(9.4%) وهي نسبة اكبر من تلك التي اعتمدها الجانب الأمريكي التي جاءت بنسبة قدرها(3.7%).
15) اعتماد الدعايتين الأمريكية والعراقية على أسلوب الإجماع من اجل كسب الدعم العربي والدولي، وظهر هذا الأسلوب بنسب مختلفة، اذ حقق عند الجانب الأمريكي نسبة قدرها(6.3%) وهي اكبر من النسبة التي حققها عند الجانب العراقي والتي بلغت(3.2%).

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نشكركم على هذا الموضوع الجميل ونتمنى ارساله لنا كاملا على الاميل hythamnor@yahoo.com لمزيد من الاطلاع
مع الشكر