المقدمة
كان للثورة الفرنسية الأثر الأكبر على قيام الأحزاب والتنظيمات السياسية في أوربا بشكل عام نظراً لما جاءت به من آراء تحررية وقيم اجتماعية جديدة أدت إلى تمزيق أطار القدسية الذي كانت السلطة تحيط نفسها به. ومن خلال هذه المباديء ودور الكتاب والمؤلفين في نشرها شعر المواطن أن الوقت قد حان لممارسة حقه الطبيعي بالتعبير عن رأيه كفرد دفاعاً عن مصالحه الخاصة ومن ثم الاشتراك مع الآخرين(بتجميع عددي) لنفس الغرض وفق مبدأ(المصلحة العامة هي عبارة عن مجموعة مصالح خاصة). وقد ساعد الصراع الطبقي وسيطرة هذه الطبقات بعضها على البعض الآخر على تنمية هذا التطور بحيث أصبحت كل طبقة من حيث المظهر الخارجي تشكل بذاتها حزباً(غير منظماً) بحكم تجانس مصالح أفرادها.
ثم تطور هذا(التجمع العددي) في ألمانيا حتى وصل إلى مرحلة الحزب وخاصة في مقاطعة برويسن المستقلة باعتبار معظم المقاطعات الألمانية كانت آنذاك تحت السيطرة الأجنبية وتمثل جزءاً من الإمبراطورية النمساوية سواء من الناحية الإدارية أو من الناحية العسكرية والاقتصادية. ويمكن تلخيص المراحل التي مرت بها الأحزاب بما يلي:-
المرحلة الأولى:- أطلق أسم حزب على كل مجموعة تتألف من بعض النواب في برلمان بروسيا تجمعهم مصالح مشتركة وتؤيدهم بعض الفئات الشعبية المرتبطة بهؤلاء النواب أو من الأفراد العاملين لديهم، ولكن اتصال النواب بناخبيهم كان معدوماً نظراً لعدم وجود التكافؤ بين الناخب والمنتخب من حيث المستوى الاجتماعي(أشبه بعلاقة العامل برب العمل) وكذلك شعور النائب بأنه غير ملتزم بشيء تجاه الناخب وإنما تجاه السلطة فقط.
المرحلة الثانية:- بعد تعدد الأحزاب وزيادة عدد المرشحين(أكثر من مرشح واحد في كل منطقة انتخابية) ظهرت حتمية التنافس والدعاية الانتخابية التي أجبرت الشخص المرشح على تقوية وزيادة اتصالاته بالناخبين والتقرب إليهم لكسب أصواتهم ومن ثم الوعد بالدفاع عن مصالحهم. وبهذا يبدأ التكوين الجماعي للحزب الذي يحمل في معالمه الأساسية نوعاً من الالتزام بين الناخب والمنتخب أي ما بين الفئة القائدة والفئة المؤيدة ضمن إطار هذا التجمع.
المرحلة الثالثة:- بحكم تطور الأوضاع السياسية والاقتصادية وظهور النظريات الفلسفة التي أخذت تعالج مشاكل الفرد الحيوية وتحدد له بوضوح ما له وما عليه داخل كل تجمع ووضع برنامج زمني لما سيقوم به الحزب في المستقبل(أهداف الحزب) لكي تصبح هذه الأهداف شعاراً ملزماً لكافة الأعضاء والمؤيدين. ومن البديهي أن يؤدي هذا التطور إلى شد الأعضاء بعضهم إلى البعض الأخر وينظم علاقاتهم العامة داخل إطار الحزب(قاعدة وقيادة وتوزيع مسؤوليات) من جهة وعلاقة الحزب ككل بالسلطة والمجتمع من جهة أخرى. وبهذا تتكامل كافة المقومات الأساسية التي يستند عليها التكوين الحزبي بشكل عام باستثناء مشكلة العمل الحزبي وكيفية ممارسته على المستوى الشعبي الذي لم يتوضح نهائياً الأبعد ظهور الثورة الصناعية وتشابك المصالح الاقتصادية لطبقات الشعب. والمعلوم هنا أن كافة الأحزاب الألمانية كانت أحزاباً فوقية أي تبدأ بالقمة القيادية المؤسسة وتنتهي بالقاعدة المنقادة، وهذه ظاهرة تاريخية شهدتها معظم الأحزاب في العالم لغاية ظهور الثورة الصناعية وتبلور كيان الطبقة العاملة التي اعتمدت على نفسها للدفاع عن مصالحها على شكل اتحادات ونقابات مهنية. أما بالنسبة للتسميات التاريخية التي أطلقت على الأحزاب في ألمانيا وباقي الدول الأوروبية فقد كانت مشتقة من علاقة هذه الأحزاب بالحكم ونظرتها إلى السلطة، ومن الأمثلة على ذلك فقد اتفق الرأي على تسمية الأحزاب التي يهمها موضوع استمرار الحكم القائم وحمايته بسبب ارتباطها بهذا الحكم وخاصة في عهد الملوك والقياصرة بالأحزاب المحافظة، وتسمية الأحزاب التي تسعى إلى تغيير نظام الحكم بسبب معارضتها له أساسا بالأحزاب التقدمية بغض النظر عن اختلاف تفسيرات هذه الكلمة(التقدمية)، وتسمية الأحزاب التمثل معظم طبقات الشعب والمتفقة فيما بينها على احترام الدستور وقوانين الدولة وتختلف فيما بينها على كيفية الوصول ديموقراطيا إلى الحكم دون أي تغيير أساسي لنصوص الدستور بالأحزاب الديموقراطية بغض النظر على اختلاف البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الأحزاب.
التطور التنظيمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي والانقسامات التي تعرض لها منذ تأسيسه حتى ألان.
الجمعية العمالية (1848/1849)، اتحاد العمال الألمان (1863/1864)، حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي (1869)، الحزب الاشتراكي الديمقراطي (1890)، انشقاق مجموعة ليبكنشت (شبارتاكس عام 1915) إلى الحزب الشيوعي في 1/1/1919 الحزب الشيوعي الألماني، الحزب الاشتراكي المستقل(1917) الذي انقسم في عام 1922 إلى جناحين احدهما انظم إلى الحزب الأم والآخر إلى الشيوعيين.
انضمام جماعة اوتو غروتول إلى الجبهة الموحدة في ألمانيا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية وتقسيم ألمانيا في(1945/1946)، كورت شوماخر يعيد تنظيم الحزب في ألمانيا الاتحادية(1945/1946).
تفصيل فهرس الكتاب
مقدمة
الفصل الأول (1848- 1890) ويتضمن:- نشوء الحركة العمالية، حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي، بسمارك والحزب الاشتراكي.
الفصل الثاني (1891-1914) ويتضمن:- مؤتمر ايرفورت، الحزب والسياسة الدولية، الحزب والأوضاع الداخلية، الحزب والدراسات العلمية.
الفصل الثالث (1914- 1918)ويتضمن:- الحزب الاشتراكي والحرب العالمية الأولى، انقسام الحزب وتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي المستقل، سقوط القيصر الألماني.
الفصل الرابع (1919- 1933)ويتضمن:- الحزب الاشتراكي والنظام الجمهوري، تأسيس الحزب الشيوعي الألماني، معاهدة فرساي، آثار معاهدة فرساي على ألمانيا، جمهورية فايمار، تطور عدد نواب الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالمقارنة مع الأحزاب الألمانية الأخرى، تطور نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب الاشتراكي الديمقراطي من مجموع أصوات الناخبين في ألمانيا، تطور عدد أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذين يحملون هوية الانتماء الرسمية للحزب.
الفصل الخامس (1933- 1945)ويتضمن:- تسلم هتلر مقاليد الحكم في ألمانيا، هتلر والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الحزب الاشتراكي والمنظمة الاشتراكية العالمية.
الفصل السادس (1945- 1973)ويتضمن:- إعادة تنظيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، برنامج جودسبيرج، انتخاب براندت رئيساً للحزب، استلام الحزب الاشتراكي مقاليد الحكم، معاهدة موسكو، معاهدة وارسو، معاهدة برلين الرباعية، خطاب السفراء الثلاثة المرسل إلى المستشار الاتحادي بشأن اتفاقية برلين، رد المستشار الاتحادي على السفراء الثلاثة، الاتفاق الأساسي بين شطريّ ألمانيا، بنود الاتفاق الأساسي، البروتوكول الملحق، ملاحظة على البروتوكول، فيما يتعلق بتقديم طلب العضوية للأمم المتحدة- تصريح لجمهورية ألمانيا الاتحادية حول البروتوكول، تصريح لدى التوقيع، النظام الداخلي للحزب، المؤتمر العام، قيادة الحزب، المجلس الاستشاري، مجلس الرقابة.
المصادر.
تفصيل تخريج الكتاب
- عبد الرحمن المشهداني، الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني، طبع في المطبعة العربية- دار اقتصاديات الشرق للتأليف والترجمة والنشر كولونيا- جمهورية ألمانيا الاتحادية، 1974م.
- مطالعة وإيجاز ونشر الكتروني:- السفير انترناشونال ضمن مشروعها ببليوغرافيا أراكي أبجدية الحرف والكلمة والتدوين، بغداد تكتب.. تطبع.. تقرأ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق