الاثنين، 1 مارس 2010

العمل المهني للأخصائي الاجتماعي وأهميته في المدارس الثانوية - دراســـة نظريــة اجتماعيــة (رسالة ماجستير غير منشورة)




مستخلص الدراسة
تهدف الدراسة الموسومة بـ ( العمل المهني للأخصائي الاجتماعي وأهميته في المدارس الثانوية) إلى تسليط الضوء على دور الأخصائي الاجتماعي وأهمية عمله وخدماته المهنية في المدارس الثانوية لان وظيفة الأخصائي الاجتماعي تختلف عن الوظائف التدريسية والإدارية الأخرى في المؤسسة التربوية، كذلك لأن الأخصائي الاجتماعي هو الشخص الأكثر تأهيلاَ وإعدادا وقدرة وقابلية في مواجهة مشكلات الطلبة وتشخيصها ودراستها ومعالجتها في المدارس الثانوية، سواء كانت المدارس للبنين أم للبنات.
وتهدف الدراسة أيضا إلى كشف النقاب عن طبيعة مهنة الخدمة الاجتماعية المدرسية ومبادئها ومقوماتها وأركانها، ومن ثم المعوقات التي تقف حائلاَ دون قيام الأخصائي الاجتماعي بواجباته وأدواره الاجتماعية والتربوية في المجال المدرسي، لتحقيق أهداف الخدمة الاجتماعية بوصفها مهنة تتفق أهدافها و أهداف المؤسسة التربوية والتعليمية.
وفي هذه الدراسة تمت الاستعانة بمجموعة من المناهج العلمية، كالمنهج التاريخي، والمنهج المقارن، والاستنباطي، فضلاَ عن استخدام أدوات عدة في تهيئة الدراسة وهي الملاحظة، والمقابلة الميدانية، للتعرف على متطلبات هذه المهنة ومعوقاتها في المجتمع المدرسي والمجتمع المؤسسي أيضاَ، فضلاَ عن المجتمع الكبير ككل.
ووجد من خلال مراجعة الدراسات السابقة العراقية والعربية والأجنبية في هذا المجال ومن بعد مناقشتها، إن الدراسة هذه تتفق مع ما جاءت به هذه الدراسات من نتائج تبين مدى التطور الذي حصل في مجالات الخدمة الاجتماعية المدرسية، وفي التطبيق العملي لهذه المجالات في الأقطار العربية والدول الغربية، أما في العراق فقد وجد أن هذه المجالات هي دراسات نظرية فقط، برغم من إن المشرع العراقي سنّ استحداث وظيفة الخدمــــة الاجتماعيــــة لأهميتها في المجال التربوي، إلا إن هذا التشريع لم يشهد التطبيق العملي .
وتوصلت الدراسة إلى نتيجة تؤكد ضرورة وجود مهنة الخدمة الاجتماعية المدرسية بوصفها وظيفة لها تخصصها وخصوصيتها في المجال التعليمي عامةَ وفي المدارس الثانوية على وجه الخصوص. إذ يتعرض الطلبة في هذه المرحلة الدراسية والعمرية إلى مشكلات عدة التي تتطلب ممن له القدرة والدراية العلمية، والتفرغ التام الكشف عن هذه المشكلات والحد من انتشارها والوقاية منها وإيجاد السبل والطرق لمعالجتها وتلافيها وبالتالي وضع الحلول التي تساهم في بناء شخصية الطالب كي تتكيف هذه الشخصية في مجتمعها المدرسي والمجتمع الخارجي المحيط به. وفي تجنيبه الوقوع في المشكلات في المستقبل. وهذا كله يتم بفضل وجود الأخصائي الاجتماعي في المدرسة.
واستطاعت الدراسة أيضا أن تحدد مجموعة من المعوقات التي تعرقل مسيرة العمل الاجتماعي في المؤسسة التربوية، وخاصةَ في المدرسة الثانوية. بحيث تقف حائلاَ دون أداء الأخصائي الاجتماعي لدوره المهني.
ووجد أيضا إن السبب وراء غياب التطبيق العملي للخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي في العراق يعود إلى إن هذه الوظيفة وهذا الدور غير واضحين للمسؤولين، وقد أغفلتها وسائل الأعلام والاتصال. وكما أن الدراسات التي توضح أهمية العمل الاجتماعي والتربوي في المجال المدرسي قليلة.
تفصيل محتويات الرسالة
مستخلص الدراسة، المحتويات، المقدمة
الفصل الأول/ الإطار العام للدراسة، أولا- عناصر الدراسة، ثانياَ- الإجراءات المنهجية للدراسة، ثالثاَ- المصطلحات والمفاهيم العلمية .
الفصل الثاني/ الدراسات السابقة، تمهيد، أولا- دراسات عراقية، ثانياَ- دراسات عربية، ثالثاَ- دراسات أجنبية، مناقشة الدراسات السابقة.
الفصل الثالث/ تطور الخدمة الاجتماعية بوصفها مهنة لها مبادئها الخاصة، تمهيد، أولا- لمحة تاريخية عن تطور الخدمة الاجتماعية
1- تطور الخدمة الاجتماعية في العراق، 2- الخدمة الاجتماعية المدرسية، 3- أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية، 4- مبادئ الخدمة الاجتماعية المدرسية.
ثانياَ- طرق الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي
1- طريقة خدمة الفرد، 2- طريقة خدمة الجماعة، 3- طريقة تنظيم المجتمع.
الفصل الرابع/ أهمية المدرسة بوصفها مؤسسة اجتماعية، تمهيد، أولا- المدرسة بوصفها مؤسسة اجتماعية ( لمحة تاريخية )، ثانياَ- وظائف المدرسة، ثالثاَ- المشكلات التي تواجه الطلبة في المدرسة الثانوية.
الفصل الخامس/ الأركان الأساسية والمقومات المهنية للعمل المهني للأخصائي الاجتماعي في المدرسة الثانوية، تمهيد، أولا- الأركان الأساسية التي يقوم عليها عمل الأخصائي الاجتماعي، ثانياَ- مقومات العمل المهني للأخصائي الاجتماعي، 1- المعارف والمعلومات والثقافة، 2- المهارات، 3- السمات والصفات الأساسية للأخصائي الاجتماعي واتجاهاته العملية.
الفصل السادس/ مسؤوليات العمل المهني للأخصائي الاجتماعي ومعوقاته، تمهيد، أولا- العمل المهني للأخصائي الاجتماعي، 1- داخل مجتمع المدرسة، 2- خارج مجتمع المدرسة، 3- مهام الأخصائي الاجتماعي مع الطلبة، 4- التسجيل.
ثانياَ- معوقات العمل المهني للأخصائي الاجتماعي ومحدداته، 1- معوقات شخصية، 2- معوقات إدارية، 3- معوقات اجتماعية.
الفصل السابع/ الاستنتاجات والتوصيات، تمهيد، أولا- الاستنتاجات، ثانياَ- التوصيات، المصادر، مستخلص الدراسة باللغة الإنكليزية، الملاحق.
المقدمــــــة
يمر مجتمعنا العراقي بفترة تاريخية دقيقة، تتطلب من أبنائه محاولة جادة لمواكبة متطلبات هذا العصر وتحدياته ، وخصوصاَ إن مجتمعنا العراقي قد عانى ما عاناه من ظلم واحتلال واستعمار وحروب مع القوى الإمبريالية العالمية كافة، بصورها الخفية أو المعلنــة، والتــــــــي تهدف إلى إبقاء المجتمع العراقـــــــي ضمن الدول الناميـــــة المتخلفة، يرزح تحت سيطرتها متعرضاَ للاستغلال والتحكم بثرواته. لذا فان الخروج من نطاق ما تبغي إليه الإمبريالية يتطلب وثبة قوية صادقة من داخل المجتمع تنهض به من اجل تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، ولما كان هدف التنمية هو الإنسان فهي تبدأ وتنتهي به، لذا فمن الضروري توافر شروط التنمية في الإدارة الشعبية الواعية فكرياَ وثقافياَ.
ونحن نعيش عصراَ وقرناَ جديداَ من الزمان، نشهد معالم تحدياته ، إذاَ يتطلب منا رؤية جديدة نحو التربية والتعليم في العراق، ليس بإقامة نظام تربوي تعليمي يواجه المستقبل، بل ويوجههه، فالنظام التعليمي التربوي أصبح أحد أهم النظم التي تعمل على التطبيع الاجتماعي لأفراد المجتمع، عن طريـق المدرســــة بوصفــها إحدى وكالات الضبط الاجتماعي وبوصفها المؤسسة الاجتماعية والمكان الذي يضم أفراد المجتمع بفئاتهم وميولهم وبيئاتهم المختلفة، التي تهدف إلى تحقيق أهداف المجتمع نحو رفاهية وتقدم أفراده. بهذه المواصفات احتلت المدرسة مكانة وظيفية في المجتمع تواكب بدورها التقدم والتغيرات والتحديات كبقية مؤسســـــات المجتمع الاجتماعية الأخرى، فتحولت من مجرد كونها مكاناَ للتلقين وحشــو العلم، إلى مؤسســــــــة اجتماعية تضم أبناء المجتمع في مقتبل حياتهم، تعمل على صياغتهم تربوياَ وفكرياَ وثقافياَ ليكونوا أفرادا حضاريين متكاملين ينشدون التقدم والتطور البنّاء.
وبسبب التحولات الاجتماعية انتفى عهد العقوبة الشديدة والطرد من المدرسة بوصفـــه نظاماَ تربوياَ تأديبياَ وحل مكانه النظام العلمــــي الذي ينظر إلى الطالب أو الطالبة بوصفهم أفرادا غير مكتملي النضج فكرياَ ونفسياَ وهم بحاجة إلى من يحتويهم ويرشدهم لا إلى من يعاقبهم ويشردهم . لهذا تعددت وظائف المدرسة فهي تعمل على الخلق الجديد لشخصية الطالب، لذا يتطلب القيام بهذه الوظيفة أفراداَ مؤهلين علمياَ وعملياَ ليصلوا بالطلبة إلى التكامل الصحيح.
من هنا أصبح للعمل المهني الاجتماعي دور فعّال في المدرسة وأصبح نظامنا التربوي أحوج ما يكون اليوم للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الخدمة الاجتماعية المدرســــــية من خلال وجــود المتخصصين المؤهلين لحمل هذه الرســــــالة على عاتقهم والتفرغ لها بغية الوصول إلى أهداف وغايات المؤسسة التربوية والمتمثلة بخلق المواطن الصالح من خلال حث الطاقات والاستثمار الأمثل لها وللإمكانات والموارد أيضا، هذه الأهداف والغايات تتفق وأهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية.
- 1 -
والدراسة الموسومة بـ ( العمل المهني للأخصائي الاجتماعي وأهميته في المدارس الثانوية )، تركز على إظهار وتوضيح هذا التخصص وأهميته في المدرسة الثانوية على وجه الخصوص وفي المجال المدرسي عموماَ من خلال معالجتها للموضوع علمياَ في فصولها ومحاورها والتي هي كآلاتي:
- الفصل الأول، تضمن الإطار العام للدراسة و اشتمل على: أولا عناصر الدراسة، الذي تناول: مشكلة الدراسة، أهمية الدراسة، الهدف من الدراسة. ثانياَ الإجراءات المنهجية للدراسة، حيث طرحت الدراسة نوعها وتساؤلاتها وبعد ذلك ما تم استخدامه من مناهج عملية. وكيفية الاستعانة بالأدوات المكتبية والمقابلات الميدانية التي ساعدت على توضيح الرؤى الفكرية لخطوات الدراسة العلمية. أما المحور الثالث فقد أستعرض أهم المصطلحات والمفاهيم العلمية المتعلقة بموضوع الدراسة .
- الفصل الثاني، تضمن الدراسات السابقة وكان طرح الدراسات السابقة بالشكل الذي يمهد الرؤية الفكرية الواضحة للدراسة وما توصلت إليه الدراسات وما انتهت إليه. وتكونت الدراسات من أولا- دراسات عراقية، اقتصرت على الجانب النظري فقط، أما ثانياَ- الدراسات العربية، فتم عرض نماذج من الدراسات النظرية التطبيقية، تم عرضها بالشكل الآتي :
أ‌. نماذج من الدراسات من القطر المصري الشقيق، لما كان لمصر من السبق الزمني في دخول الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي.
ب. نماذج من الدراسات في أقطار الخليج العربي الشقيقة. بغية إعطاء القارئ صورة واضحة عن تطور العمل المهني الاجتماعي المدرسي في هذه الأقطار برغم من حداثة الخدمة الاجتماعية فيها وقصر الوقت الزمني ميدانيا وتطبيقياَ .
أما الدراسات الأجنبية ثالثاَ، فقد كانت الأولى أمريكية، توضح مهام الأخصائي الاجتماعي الذي يعمل في المدرسة. والدراسة الأخرى كانت دراسة إنكليزية، طرحت موضوع العمل الاجتماعي النفسي التربوي المدرسي وضرورته من خلال طرحها لمشكلات الطلبة في المرحلة الثانوية وكيفية معالجتها.
- وجاء الفصل الثالث، ليتناول مواضيع عدة ذات علاقة وطيدة ومباشرة بموضوع الدراسة وبما يسهم في تعزيز البناء الداخلي للدراسة ليكون حلقة الوصل بمن سبقه من فصول وما سيلحقه من فصول، فهو يستعرض تطور الخدمة الاجتماعية تاريخياَ عبر الفترات الزمنية وكذلك تطور الخدمة الاجتماعية المدرسية ومبادئها محوراَ أول. إما المحور الثاني، فقد تناول طرق الخدمة الاجتماعية ومالها من أهمية في المجال المدرسي.
- الفصل الرابع، تناول أهمية المدرسة بوصفها مؤسسة اجتماعية، ذلك بعرض لمحة تاريخية عن تطور المدرسة ومالها من وظائف أساسية وما فيها من مشكلات قد يتعرض لها الطلبة أو المجتمع المدرسي.
- 2 -
- وتناول الفصل الخامس، الأركان الأساسية والمقومات المهنية للعمل المهني للأخصائي الاجتماعي في المدارس الثانوية من خلال محورين، طرح المحور الأول، الأركان الأساسية التي يقوم عليها عمله المهني. والمحور الثاني، تناول مقومات العمل المهني، الذي اشتمل على المعارف والمعلومات الثقافية، كذلك المهارات التي يتطلبها العمل المهني وأهم السمات المواصفات الأساسية للأخصائي الاجتماعي واتجاهاته العلمية.
- وأستعرض الفصل السادس، مسؤوليات العمل المهني ومعوقاته من خلال طرحه للمواضيع المتضمنة على العمل المهني داخل المدرسة وخارجها، فضلاَ عن مهامه مع الطلبة وبعدها تناول عملية التسجيل. أما المحور الثاني فاشتمل على المعوقات ومحددات العمل المهني، التي ستتضح خلال الفصل لاحقاَ.
- أخيراَ- جاء الفصل السابع والأخير، الذي اشتمل على الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة، بعدها جاءت التوصيات التي طرحت بناءَ على الاستنتاجات.
و تمت بعد ذلك صياغـــــة مستخلص الدراســـــة الذي تقدمـتـها لبيّن للقارئ خطواتـــها الدراسية. ومن ثم تمت ترجمة هذا المستخلص باللغة الإنكليزية .
راجين من الله سبحانه وتعالى العون آملين أن تجد مهنة العمل المهني الاجتماعي النور في المؤسسة التربوية في العراق .


الباحثة
الاستنتاجات والتوصيات
تمهيد
وبعد أن وصلت الدراســـــة الموسومـــــة بـ (العمل المهني للأخصائي الاجتماعي وأهميته في المدارس الثانوية ) من خلال فصولها ومحاورها إلى المحطة الأخيرة وهي محطة الاستنتاجات والتوصيات لتعبر عن طبيعة مضمونها وما توصلت إليه من استنتاجات فكرية وتوصيات، لما سيلحق بها من دراسات مستقبلية تكمل توجهها العلمي وتعمل على تكامل الدراسة وتعدل من هفواتها، حيث أن الكمال مسألة اعتبارية وغاية لا تدرك لأنها لله وحده سبحانه وتعالى .
أولاَ – الاستنتاجـــــات:
1- وجد من خلال هذه الدراسة إن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها المجتمعات الإنسانية عموماَ ومن بينها المجتمع العراقي قد تركت آثارها الواضحة على طبيعة الحياة الاجتماعية وأسهمت في تعقيداتها. حتى باتت أغلب المؤسسات والهيئات الاجتماعية بحاجة ماسة إلى الخدمات الاجتماعية التي توفرها مؤسسات خاصة بالعمل المهني الاجتماعي، تقدم خدماتها من خلال أناس مدربين ومهيئين ومؤهلين بمهارات وخبرات علمية فنية مهنية تمكنهم من تقديم الخدمات الاجتماعية للأفراد والجماعات والمؤسسات وبما يمكنهم من الوصول إلى تنمية القدرات والإمكانيات المتاحة والكامنة وتهدف الوصول إلى تحقيق الرفاهية الاجتماعية بأقل قدر ممكن.
2- إن المؤسسة التربوية والتعليمية والمتمثلة بالمدرسة لم تعد قاصرة على حشو الدروس وتلقين العلوم، بل أصبح من أهم مهامها الأساسية تربية وتنشئة النشء وخلق حالة من التوافق ما بين الفرد ومجتمعه وما بين قدراته وإمكانيات الفرص المتوفرة، هذا كله يتطلب بطبيعة الحال الاستعانة ببعض الهيئات والمؤسسات الاجتماعية لمعاونتها على تحقيق أهدافها وما تصبو إليه، لعل من بين أهم هذه المؤسسات مؤسسة الخدمة الاجتماعية التي تقدم خدماتها في المجال المدرسي من خلال الأخصائيين الاجتماعيين .
3- إن المدرسة الثانوية تمثل انتقالة مهمة بالنسبة للفرد والمجتمع وإنجازا كبيراَ، هذا يعني ضرورة العمل الجاد الذي يتطلب تضافر مجموعة كبيرة من الجهود، منها الجهـود المهنيـــة للخدمــة الاجتماعيـة المدرسيــة بالدرجـة الأساس، للوصول إلى حالة من حالات الاستثمار الأمثل للإنسان واستغلال امثل للجهد والمال والزمن .
4- إن المدرسة الثانوية تضم بين جدرانها الطلبة- بنين وبنات- الذين تقع أعمارهم في سن المراهقة، في هذا السن تحدث تغيرات بايولوجية وسيكولوجية ويرافقها متطلبات اجتماعية كثيرة لسد احتياجات هذه التغيرات، مما يتولد نتيجتها معوقات ومشكلات لا تحصى أمام الطالب المراهق تكون بحاجة إلى حلول ومعالجات ناجعة .
5- من الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة هو صيغة الالتفاف على نص القانون رقم (76) لسنة 1983 وتمييعه، عندما يجيز لأحد أعضاء الهيئة التدريسية للقيام بمهام الأخصائي الاجتماعي في المدرسة أو في المؤسسة التربوية قاطبة. فهذا يحد من تقدم المدرس ويثقل من التزاماته ويحدث الخلط في الأدوار الوظيفية والتخصصات العلمية الدقيقة ويلغي دوراَ مهماَ من على سطح الواقع الوظيفي والاجتماعي.
6- إن المدرس أو المدرسة مشغولون بما يقع على عاتقهم من المناهج الدراسية ومحددون بوقت زمني لإكمال هذه المناهج المناطة بهم، بهذا لا يتوفر لديهم الوقت الكافي للتفرغ إلى حل ومعالجة المشكلات الطلابية أو المشكلات التي تحدث خلال تفاعل فئات المجتمع المدرسة، الأمر الذي يتطلب وجود أخصائي اجتماعي يمارس دوره المهني المعد له علمياَ والمتفرغ تماماَ للعمل على دراسة وحل وعلاج المشكلات الطلابية وغيرها من المشكلات المدرسية من خلال مبادئ وفلسفة وأهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية والتي تتفق مع الأهداف التربوية.
7- إن السبب وراء عدم رؤية مشروع الخدمة الاجتماعية المدرسية النور في المؤسسة التربوية برغم من إقراره قانونياَ من المشرع العراقي، هو عدم وضوح الدور المهني للأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي للمسؤولين في وزارة التربيــــــة، فضلاَ عن اعتقادهم بأن المرشـــــــد التربوي وحده القادر علــــى العمل التربوي والاجتماعي دون الحاجة إلى تخصصات أخرى في العمل في المجال الاجتماعي المدرسي وتهدف رؤية المسؤولين في الوزارة تحويل الأخصائي إلى مرشد وتمييع دور الخدمة الاجتماعية.
8- ندرة البحوث والكتابات المحلية التي تبرز أهمية العمل الاجتماعي المهني للخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي وقدرتها على تقديم خدماتها التربوية والاجتماعية في المجتمع المدرسي، خاصة المدرسة الثانوية وحتى إن وجدت هذه الكتابات فأن توصياتها بضرورة وجود الخدمة الاجتماعية المدرسية في المؤسسة التربوية لا ترى النور.
9- من خلال المقابلات التي أجريت تبين تسرب الكثيـــر ممن تم تعيينهم بوظيفــــــة (باحث) في المدارس الثاوية، ذلك لعدم تعاون الإدارات المدرسية معهم، فضلاَ عن قلة الوارد المالي والتمييز الحاصل بين الأخصائي الاجتماعي وبين زملائه من المرشدين التربويين والمدرسين بالنسبة للمخصصات الوظيفية برغم من أن المرشد التربوي يشمل بقرار رقم 126 لسنة 1995 بوصفه عضو هيئة التدريس، له نفس الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها المدرس لكن نجد أن الباحث يعد موظف إداري لا اكثر.
10- تغافل وسائل الإعلام والاتصال عن ذكر أهمية العمل المهني الاجتماعي ودور الخدمة الاجتماعية المدرسية وما يقدمانه من خدمات تربوية واجتماعية من خلال الأخصائيين الاجتماعيين المؤهلين علمياَ وعملياَ للعمل في المجال التربوي والتعليمي. وهي بذلك تكون قد فوتت فرصة كبيرة بنشر الوعي الثقافي لدى الجماهير حول أهمية دور الخدمة الاجتماعية المدرسية وضرورته في الوقت الراهن وما يمكن أن تحققه من مكاسب كثيرة تعود على الفرد والمجتمع بالخير والصلاح.
11- في الوقت نفسه التي لم تطبق فيه الخدمـــة الاجتماعيــــة المدرسية في مؤسستنا التربويــــة، نرى أن الأقطار العربيـة الشقيقـة وهي تشترك معنا في أغلب الخصوصيات والعموميات الاجتماعية والاقتصادية والعقائدية، قد بلغت الخدمة الاجتماعيـــــة المدرسيـــــة فيها شأناَ بعيد المدى ومراحل متطورة ومتقدمــــة جداَ وحصدت نتائج إيجابية ملموسة ، حتى إنها صارت تدخل ضمن الخطط الستراتيجية الخمسيــة والعشريــة في كيفيــة تطويرها والرقي بخدماتها سواء عن طريق إعانتها بالتقانة التكنولوجية الحديثة (الانترنيت) أو بتزويدها بالملاكات المؤهلة ذات المهارة العالية والتخصص العلمي الدقيق.
12- إن مجال التربية والتعليم الآن بحاجة ماسة لوجود الخدمة الاجتماعية المدرسية والأخصائيين الاجتماعيين ذوي القدرات والمهارات العلمية الجيدة، لمعالجة الظواهر والمظاهر السلبية المتفشية بين أبنائنا الطلبة.
13- إن العمل في مهنة الخدمة الاجتماعية المدرسية يتطلب وجود عاملين على درجة عالية من الالتزام بأخلاقيات ومبادئ المهنة والتي تتفق وقيم ومبادئ الإنسانية والشرائع السماوية، فضلاَ عن تمتعهم بقابليات خاصة تمكنهم من القيام بمهام الخدمة الاجتماعية في المدارس الثانوية.
14- إن الفرق بين العمل المهني للأخصائي الاجتماعي ووظيفة المرشد التربوي يكون في المسميات وفي بعض الشكليات والنظرة العامة لكل دور، حيث كل دور يعد مكملاَ للدور الآخر فالأخصائي الاجتماعي هو المسؤول الأول عن العلاقات الاجتماعية في المجتمع المدرسي وما يتولد من مشكلات ومواقف نتيجة تفاعل فئات المجتمع المدرسي المختلفة، حيث يكون الأخصائي مؤهلاَ علمياَ للعناية بدراسة المجتمع بجماعاته وأفراده والمجتمع المدرسي خاصة بوصفه من المجتمعات المهمة الأولى في حياة كل فرد . ويعمل الأخصائي بالتعاون مع المرشد التربوي في دراسة وعلاج الحالات الفردية للطلبة. أما المرشد التربوي فهو الذي يكون مؤهلاَ علمياَ لمساعدة الطلبة فردياَ ويعمل على التكيف والاختيار لما يتعلق بأمور الطلبة الخاصة، وفقاَ لمشكلات كل فرد منهم سواء كانت تربوية أو مهنية أو شخصية وهو مختص بالنصح الفردي للطلبة.
إذاَ مهنة الخدمة الاجتماعية تكون اعم واشمل أوسع من مهنة الإرشاد التربوي وهي تحتويها ضمن مفرداتها العلمية .
15- إن ممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي تعاني كغيرها من المهن صعوبات وعقبات متعددة تعترضها وتحد من تقدمها وأحياناَ تعترض مؤسسة الخدمة الاجتماعية بكاملها، قد تكون هذه المعوقات متعلقة بالأخصائي الاجتماعي نفسه أو ربما تتعلق بالمؤسسة التربوية ، فضلاَ عن العقبات والمعوقات المجتمعي.
ثانياَ- التوصيات:
تنبع التوصيات من خلال ما توصلت إليه الدراسة من استنتاجات. ومن أهم هذه التوصيات ما يأتي: -
1- ضرورة البدء بدراسات معمقة تبين أهمية العمل المهني الاجتماعي والتربوي للأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي. وما يمكن أن يقدمه من خدمات تربوية واجتماعية للطالب والمدرسة والمؤسسة التربوية عموماَ.
2- أن تأخذ وزارة العدل على عاتقها ومن خلال سنّ التشريعات، مهمة توضيح أهمية الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي و في المدارس الثانوية خاصة، فضلا عن العمل مع الجامعات عن طريق عقد الندوات والمؤتمرات و إجراء اللقاءات والمشاورات مع المعنيين في وزارة التربية لتقريب الصورة لهم و إقناعهم بضرورة وجود الأخصائي الاجتماعي في المدرسة الثانوية والذي يمثل الخدمة الاجتماعية المدرسية .
3- اعتماد المصطلح العلمي المتعارف عليه، الأخصائي الاجتماعي بدلاَ من (الباحث الاجتماعي)، حيث إن لكل علم باحث يبحث في مجالاته أما الأخصائي الاجتماعي فهو من تخصص بالعمل الاجتماعي ويقوم بالخدمة الاجتماعية بصورة عامة.
4- استناداَ إلى ما توصلت إليه الدراسة من استنتاجات نجد انه من الضروري قيام الأخصائي الاجتماعي بمهامه المهنية في المدرسة استناداَ إلى نص القانون وتأكيد دوره على كونه المتخصص الاجتماعي (المرشد الاجتماعي) وليس النفسي (المرشد التربوي) وهذا ليس تقليلاَ من أهمية البحث النفسي بل لكون أغلب المشكلات التي تعترض الطلبـــة فـي المدارس الثانويــة خاصة وفي مجتمع المدرسة عامة هي مشكلات جماعية مجتمعية يهتم بدراستها علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، هي ليست فردية ليتم الاهتمام بها من الناحية النفسية الفردية فقط ، فضلاَ عن إن هذه المشكلات هي اجتماعية وعند عدم الاهتمام بها اجتماعياَ يكون من أحد نتائجها الأمراض النفسية في نفوس الطلبة المراهقين .
5- ضرورة أن يبادر قسم الاجتماع وفروع الخدمة الاجتماعية بالتنسيق مع الهيئات التربوية والتعليمية في وزارة التربية عن طريق إصدار النشرات وعقد الندوات التي تبرز وتوضح أهمية العمل المهني للأخصائي الاجتماعي وقدرته وقابليته على حل المشكلات والصعوبات التي تواجه الطلبة أو التي تحدث في المدرسة ككل بما يمتلكه من رغبة في العمل ومن رصيد علمي ومعرفي.
6- ضرورة أن يصار إلى حث وسائل الإعلام وحشد طاقاتها من اجل توضيح وتبيان المشكلات التي يعاني منها الطلبة خصوصاَ في المدرسة الثانوية فضلاَ عن توضيح من يقوم بالعمل على تخفيف حدة هذه المشكلات ومعالجتها بالتعاون مع إدارة المدرسة ، فضلا عن التعاون مع المنظمات المعنية بالإرشاد التربوي الإعلامي ، كبرنامج ( أنا أنا السندباد الإرشادي ) على سبيل المثال وتوسيع فقراته الإرشادية.
7- وإذا ما قدر لهذه الجهود النجاح وتكللت بإقرار الخدمة الاجتماعية المدرسية بصورة عامة وفي المدارس الثانوية بصورة خاصة، ينبغي على المسؤولين في كل من وزارتي التربية والعمل والشؤون الاجتماعية الأخذ بعين الاعتبار دراسة المعوقات والعقبات التي كانت سبباَ وحائلاَ في إعاقة عمل الأخصائيين الاجتماعيين في الأقطار العربية الشقيقة التي تتشابه ظروفها وظروف قطرنا في الجوانب العقائدية والاجتماعية ، عن أداء أدوارهم بالصورة المطلوبة فضلاَ عن الاستفادة من تجارب هذه الأقطار في إدخال التقانة الحديثة في مجال الخدمة الاجتماعية المدرسية لتحسين أدائها.
8- العمل بالقوانين والتشريعات وعدم تمييعها أو الالتفاف عليها بل ينبغي إدامتها وتعزيزها للصالح العام.
9- اعتبار الخدمة الاجتماعية المدرسية جزءَ مكملاَ للعمليات التربوية وجزءَ لا يتجزأ من مجمل العملية التعليمية و ضرورة الدعم الإداري لهذه العمليات .
10- إدخال الخدمة الاجتماعية بوصفها وظيفة لها دورها الفعال في المجتمع بصورة عامة. وفي جميع المراحل الدراسية بصورة خاصة والسعي على أن تعمم هذه الوظيفة في كل من وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
11- ضرورة العمل على فتح مكاتب للخدمة الاجتماعية المدرسية ضمن النطاق الوظيفي المؤسسي.
تفصيل قائمة المصادر
- القرآن الكريم، السنة النبوية الشريفة.
أولاَ: المصادر العربية 106، ثانياَ: الكتب المترجمة 11، ثالثاَ: المعاجم والقواميس العربية 9، المعاجم والقواميس الأجنبية 3، رابعاَ: الدوريات والتقارير 21، خامساَ: اطاريح وبحوث 9، سادساَ: شبكة المعلومات الدولية ( الانترنيت ) 9، المصادر الأجنبية 10.

تفصيل تخريج الرسالة
العمل المهني للأخصائي الاجتماعي وأهميته في المدارس الثانوية، دراســـة نظريــة اجتماعيـــة، رسالة تقدمت بها (هالة فالح أحمد البدراني)، إلى مجلس كلية الآداب/ جامعة بغداد وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير آداب في علم الاجتماع، بإشراف الأستاذ المسـاعد الدكتور صبيح شهاب حمد التكريتي، 1423 هـ 2002م.
- مطالعة وإيجاز ونشر الكتروني: السفير انترناشونال ضمن مشروعها: ببليوغرافيا أراكي أبجدية الحرف والكلمة والتدوين، بغداد تكتب.. تطبع.. تقرأ.

http://alsafeerint.blogspot.com
alsafeerint@yahoo.com
TEL: 964 - 07901780841
P.O BOX 195
BAGHDAD IRAQ

***
The Position of the Social Workers and Its Significance in Secondary Schools , A theoretical Social Study

A Thesis
Submitted to the Council of the College
of Arts University of Baghdad as Partial Fulfillment of the Degree of Master of Arts in Sociology

By
Hala Falih Ahmed AL-Bedrani

Supervised by
Dr. Sabih Shihab AL-Tikriti
1423هـ 2002م

***

ABSTRACT
M.A. Thesis entitled (The Position of the Social Worker and its Significance in Secondary Schools). The study tries to shed light upon the role of the social worker and the significance of this position in secondary schools. The reason is that the position of the social worker differs from other teaching and managerial positions in the school. It is also because, the social worker is the trained and efficient person to deal with the problems of the pupils, to diagnose and study those problems and to provide solutions for them in the school, whether for boys or girls.
The study also aims at revealing the nature of the social - work position at schools, its fundamental principles and basics, then the obstacles that stand in the way of educational social work, which hinder its role in the schools. This is done to achieve the objectives of social - work position as a job whose objectives correspond to those of the educational institution.
Sets of methods are implemented in this study, such as the historical, the comparative, and the deductive methods. In addition to these, several study tools are used like observation and field interviews to identify the requirements and obstructions of this job in the schools and in the educational community, as well as in the local and regional communities as a whole.
A review of Iraqi, Arab, and foreign literature reveals that the present study agrees with the previous ones concerning its findings, the study shows the extent to which the social work activities in schools have been
1
developed, and their practical application in the Arab and Foreign countries. While it is found that in Iraq, those
activities are theoretical studies only, although the Iraqi legislative authorities have legalized the position of the social worker, but the resolution did not come to practical application.
The study comes to the result that social - work position is necessary in the Iraqi schools as a job that should have its specialists and specialty in the educational field generally, and in the secondary schools specifically.
The reason is that the pupils in this period of their life face several problems which require careful treatment by a specialist who is able to detect these problems and find ways of dealing with them. The social worker is the trained and most efficient person who is able to provide solution that contribute to the setup of the pupils’ characters, and to enable the pupils to adapt to, and conform with, the school community, and society outside.
The study is able to identify a set of obstructions that hinder social work in the educational institutions, and in the secondary schools in particular.
It is also found that the reason behind the absence of the practical application of social work in school in Iraqi goes to the fact that the nature of this position and its role is still not clear to those held responsible in the educational field. Moreover, these positions neglected by the mass media, and the Iraqi studies that deal with the educational social work are scarce.

ليست هناك تعليقات: