الأحد، 28 فبراير 2010

انثروبولوجيا التنمية الحضرية (عرض كتاب)



المقدمة
ازدهرت منذ الستينات فصاعداً من هذا القرن الكثير من الكتابات حول قضايا التنمية الحضرية مما أدى إلى توفير الكثير من المعلومات المفصلة إضافة إلى قدر لابأس به من الأفكار النظرية. ولذلك على المرء أن لا يتوقع أن يجد إجماعاً في الرأي بين المساهمين في مناقشة انثروبولوجية التنمية.

أن هذا الكتاب يقدم مدخلاً إلى ما أثير بين علماء الاجتماع والانثروبولوجيا حول مفهوم التنمية والتغير الحضاري وقد ساهم في بحث هذا الميدان الجغرافيون والاقتصاديون والمختصون بالعلوم السياسية. فقد أثرت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها العالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية تأثيراً عظيماً في مسار العمليات الديمغرافية، وتبدأ قضايا السكان في الاضطلاع بدور متعاظم في السياسة الداخلية والخارجية لشتى دول الكرة الأرضية وانكب العديد من المنظمات الدولية. بما فيها هيئة الأمم المتحدة على دراسة هذه المشاكل في العقود الأخيرة، وأدرجتها ضمن المشاكل العالمية للبشرية.

يقوم العلماء الانثروبولوجيين بدراسات واسعة ومتنوعة لقضايا السكان والتنمية، وينكبون على الدراسة العمليات الاثنوديمغرافية في العالم المعاصر بعمق وشمول وفي ضوء المشاكل التي ازدادت حدة في الآونة الأخيرة. ويقومون بتحليل العمليات الديمغرافية التي شهدها العالم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد طرأت تغيرات كبيرة على حركة وتركيب سكان كوكبنا الأرض، فانتهاج الاشتراكية في جملة من بلدان العالم، وظفر أكثر من مائة بلدان بالاستقلال الوطني، والتي كانت قبل ذلك في المستعمرات أو شبه المستعمرات، والتطور الاجتماعي والاقتصادي المتسارع وانتشار التصنيع في العديد من البلدان المتخلفة سابقاً، والزيادة السريعة لسكان المدن فيها.إن هذا كله أدى مع انخفاض الوفيات بشدة إلى تغير ملموس في مختلف المعطيات الديمغرافية. وازدادت الفوارق بين البلدان المتطورة صناعياً والبلدان النامية في تركيب السكان وطابع تجديده. والى جانب ذلك يجري التقريب بين بعض المؤشرات الديمغرافية في البلدان ممن شتى الأنماط.

إن هذا الكتاب الذي نضعه بين يديّ القارئ كتب بصورة خاصة لطلبة فرع الانثروبولوجيا ويمكن أن يكون مرجعاً علمياً للمتخصصين في الاجتماع والجغرافية والاقتصاد والسياسة والسكان وللمثقفين غير المتخصصين الذين يرغبون في تكوين صورة عامة عن هذا العلم. وقد تم عرض المعلومات وتنظيمها وتبويبها في الكتاب لتحقيق هذا الغرض المتشعب.

يتألف الكتاب من بابين (قسمين) يهتم الباب الأول بالتغير الحضري والتنمية ويضم ثلاثة فصول الأول يعرض ميدان الانثروبولوجيا الحضرية ونشأتها والعوامل الرئيسية لنشوء المدن ومساهمة الكتّاب العرب في دراسة المدينة. أما الثاني فيتناول التغير والتنمية الحضرية مستعرضاً لنظريات الايكولوجيا الحضرية والتحضر والتصنيع ومشاكل التحضر المتمثلة بالحراك الاجتماعي في المجتمع الحضري الصناعي وتغير الأنماط القيمية فيها وعلاقة البيروقراطية بالتحضر. والثالث الأساليب الميدانية التنموية مستعرضاً مفهوم التنمية ووجهات النظر الرأسمالية والاشتراكية والتحضر وتنمية الموارد البشرية والرفاهية الاجتماعية والعمل التنموي، مقومات الرفاهية الاجتماعية في الوطن العربي.

أما الباب الثاني، التغيرات الانثروحضرية في العالم (الفصل الرابع والخامس) يتناول تحليل المعطيات عن عدد نفوس وتركيب السكان ووصف حركة وتكاثر السكان ( الولادات والوفيات، وضع الأسرة، الزواج، الطلاق، العمر،الجنس،الهجرة الخارجية والداخلية توزع السكان، التمدن والتنبؤات عن سكان وشعوب العالم في المستقبل) حتى نهاية قرننا. واستخدمت في هذه الدراسة احدث الإحصائيات التي أعدتها الفروع المختلفة لهيئة الأمم المتحدة والمراجع الدولية.

والمطبوعات الخاصة بالسكان والتي تمكن المؤلف من الحصول عليها من أرشيف معهد الانثوغرافيا بأكاديمية العلوم السوفيتية، وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن الكتاب كتب في ضوء مفردات المنهج العلمي المصمم للصفوف الثالثة لفرع الانثروبولوجيا.



د. مجيد حميد عارف

بغداد في 1 كانون الثاني 1989

تفصيل محتويات الكتاب
المقدمة

الباب الأول: التغير الحضري والتنمية.

الفصل الأول:- ميدان الانثروبولوجيا الحضرية

1- مفهوم الانثروبولوجيا الحضرية وميدانها، المنظور الانثروبولوجيا للتحضر، فكرة ظهور الانثروبولوجيا الحضرية، نشأة ظاهرة التحضر.

2- التحضر والحضارة والتحديث.

3-المدينة، نشأتها وتطورها، محاولات تصنيف المدن مورفولوجية المدينة، العوامل الرئيسية لنشوء المدينة.

4- المدينة العربية، مساهمة الكتاب العرب في دراسة المدينة، دراسات ابن خلدون عن المدن، مرافق المدينة العربية الإسلامية.

الفصل الثاني:- التغير والتنمية الحضرية
1- الهجرة: وأسبابها، الهجرة- وآثارها على المدينة.

2- نظريات الايكولوجيا الحضارية.

3- التحضر والتصنيع، نتائج عملية التحضير والتصنيع، تغير الأنماط الايكولوجية، تبدل العلاقات القرابية والأسرية، الحراك الاجتماعي في المجتمع الحضري الصناعي، علاقة الأعداد الاجتماعي بالتحضر الصناعي وتغير الأنماط القيمة.

4- البيروقراطية والتحضر، مفهوم البيروقراطية وتاريخها، الجوانب السلبية والايجابية في البيروقراطية، التغيير في البناء البيروقراطي.

الفصل الثالث:- الأساليب الميدانية التنموية.

1- التنمية والتخطيط، مفهوم التنمية الشاملة ووجهات النظر الرأسمالية والاشتراكية.
2- المنظور الانثروبولوجي للتنمية الاجتماعية والحضرية، التنمية والتخلف، التحضر وتنمية الموارد البشرية، تقويم العملية التنموية.
3- الرفاهية الاجتماعية والعمل التنموي، مقومات مجتمع الرفاهية الاجتماعية في الوطن العربي.
الباب الثاني:- التغيرات الانثروحضرية في العالم.

الفصل الرابع:- حركة عدد السكان.

1- الحركة الطبيعية للسكان.

2- توزع السكان في العالم.

الفصل الخامس:- العلاقات الانثروحضرية.

1- بنية الأسرة، الزواج والطلاق.

2- الأعمار.

3- القوام الجنسي.

4- عمليات الهجرة.

5- التمدن.

6- شعوب العالم على أبواب القرن الحادي والعشرين.
الملاحق:-

الملحق1:حركية عدد السكان لبلدان العالم.

الملحق 2: المؤشرات الديمغرافية الأساسية لبلدان العالم في بداية الثمانينات.

الملحق 3: المدن التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة.

تفصيل تخريج الكتاب

- د. مجيد حميد عارف،انثروبولوجيا التنمية الحضرية، مطبعة التعليم العالي، بغداد، 1989م.

- رقم الإيداع في المكتبة الوطنية ببغداد (209)، لسنة 1990م.

- مطالعة وإيجاز ونشر الكتروني: السفير انترناشونال ضمن مشروعها: ببليوغرافيا أراكي أبجدية الحرف والكلمة والتدوين - بغداد تكتب.. تطبع.. تقرأ.

ليست هناك تعليقات: